جفرا نيوز -
جفرا نيوز- بقلم - د. رزان العمد
الأردن بلدٌ محدودُ الإمكاناتِ والموارد كما نعلم جميعاً علاوةً على وجوده في موقع جغرافي جعله نقطة سياسية تدفع فتيل الحر المتطاير عليها من بقع النيران الملتهبه في جارتها من الدول مما وضع على عاتقها حملاً مضاعفاً، يدٌ تبني ويدٌ تحملُ السلاح .
لذلك فلا مجال للتجارب او لأصحاب النظريات والتنظير التنموي فيها و وجب على صناع القرار السياسي التعقل في اختيار راكبي حافلة التنميه والقيادة الرياديه فكل شخص خطأ يفقدنا سنوات من التقدم والتطور في مجاله. ومع محدودة الإمكانات يصبح ذلك كمن يفني شبابه في اللهو واللعب ليرى نفسة فجأة قد شاخ بلا هدف.
لذلك كان واجباً على صناع القرار السياسي النظر الى انجازات الأفراد على أرض الواقع ماذا قدموا وما هو الأثر الذي احدثوه في مجالاتهم عملاً لا قولاً أما اذا ما تم اختيار الأفراد بناءاً على خطاباتٍ رنانةٍ وتنظير ليعينوا في مناصب مهمة وحساسة فقط لان كلامه موزون ويجيد فن الخطابه والنقد واعطاء النظريات فهذا اسرافٌ لعمر الدوله وشبابها بلا جدوى.
الأردن لا يحتاج لأبواق منظرة ولا لخريجي جامعات تعتبر الأولى عالمياً، . الاردن يحتاج لأصحاب الخبرة الحقيقة ولاصحاب الانجازات الملموسة لقيادة عجلة التنمية الشاملة.
الأردن يحتاج الى اشخاص يوظفون العلم والخبره ويجبلونها بحب الوطن ، اشخاص يعلمون جيداً بأننا نسير في تسارع مستمر علينا مواكبته لنبقي على ريعان الدولة وشبابها.
الأردن بحاجة لغطاء عفة ضد الواسطه والمحسوبية التي نهشت طهارة وشفافية مؤسساتها . الأردن بحاجة لمن يسلط الضوء على الإنجاز كما الفشل وبحاجة لمواطن عقلاني يُقدّر الانجاز وينتقد الفشل.
الأردن بحاجة لعقول قادرة على التفكير خارج الصندوق ، عقول قادرة على احداث تغيير جذري يعيد الثقة بين المواطن وصانع القرار، فكسب الثقة لا يأتي من خلال كلمة أمنح او أحجب كسب الثقه يأتي من مواطن مؤمن بما تصنع حكومته، من مواطن يدرك بأن ما يقود صناع القرار في بلده هو الصالح العام ليتحول الى مواطن صالح يدرك ما له وما عليه ويصبح جزء لا يتجزء من عملية التنميه المستدامه.