جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب رمضان الرواشدة
طويت الثلاثاء صفحة من الخلافات العربية – العربية وذلك في اجتماع القمة الخليجية في مدينة العلا السعودية التي انتهت بالمصالحة بين دول الخليج الثلاث «السعودية والإمارات والبحرين» ومصر من جهة ودولة قطر من جهة، مؤذنة بحقبة جديدة من الوئام في ركن أساسي من أركان الأمة العربية..
البيان الختامي للقمة والتصريحات الصادرة من أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني ومن وزراء خارجية الدول الخليجية والاستقبال الدافئ الذي لقيه أمير قطر من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وغيرها من اجواء إيجابية تؤشر على عمق جديد في العلاقات الخليجية والعربية وتفتح الباب لتعاون أكبر بين هذه الدول مستقبلاً.
أهم ما في المصالحة الخليجية أنها ستعمل مستقبلاً على الحد من تدخلات القوى الإقليمية في المنطقة، ولعل الإنجاز الأكبر الذي سيلحق بهذه المصالحة سيكون له تأثيراته على الأوضاع الداخلية في اليمن وإمكانية التوصل الى حل سلمي يجنب هذا البلد العربي الأصيل مصيره المجهول نتيجة الصراع بين الحكومة اليمينية الشرعية مدعومة بالتحالف العربي وبين الحوثيين مدعومين بإيران.
الأردن من جانبه وعلى لسان وزير الخارجية إيمن الصفدي رحب بالاجواء الإيجابية التي سادت قمة العلا وما أثمرت عنه من مصالحة تاريخية «والتوصل إلى اتفاق نهائي يحقق التضامن الدائم ويعزز الاستقرار في منطقة الخليج ويسهم في تعزيز الأمن العربي الشامل لمواجهة التحديات المشتركة».
والحقيقة أن الأردن كان من أول الدول العربية والأجنبية الذي أيد مبادرة أمير الكويت الراحل صباح الصباح لحل الخلاف الخليجي حيث لعبت الكويت دوراً مهماً من يومها وحتى اليوم بقيادة الأمير نواف الصباح للوصول إلى ما تم الاتفاق عليه في القمة الخليجية.
ومنذ بداية الأزمة عام 2017 بقيت علاقات الأردن مع الدول الخليجية متميزة خاصة مع السعودية والأدل على ذلك حجم الدعم السعودي للأردن والتميز بالتنسيق معها وكذلك مع الإمارات والبحرين وأهمها القمة الثلاثية في أبو ظبي التي جمعت الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بقادة الإمارات والبحرين في تشرين الثاني الماضي.
وكذلك بقيت الخطوط مفتوحة مع قطر وتطورت إلى الأحسن وأكبر مثال زيارة الأمير تميم أمير قطر إلى الأردن في شهر شباط 2020 وهي الزيارة التي لاقت ردوداً إيجابية والاعلان القطري عن توفير فرص لحوالي 10 آلاف أردني تم زيادتها بعد الزيارة إلى عشرين ألفاً.
المسألة الاخرى التي يجب التأكيد عليها هي أن الأردن لطالما كان يبتعد وينأى بنفسه عن كل الخلافات العربية -العربية ويقيم علاقاته العربية وفق المصلحة الأردنية العليا ووفق سياسة رسختها القيادة الاردنية منذ تأسيس المملكة تقوم على عدم التدخل في القضايا الداخلية والبينية العربية واستثمار كل ما لدى الأردن من أجل التوافق والتضامن العربي وبذل كافة السبل لانهاء أي خلاف بين الاخوة والاشقاء.
ومن هنا فإن علاقة الأردن بدول الخليج هي علاقة مميزة وتندرج تحت مظلة العمق العربي للأردن وأن أمن الخليج هو من أمن الاردن ولذا نجد أن الملك عبدالله الثاني وبحنكة قوية يدير هذه العلاقات دون أي إشكالات ممكن أن تحدث. والأردن يتحدث مع الجميع بنفس الخطاب وليس لديه أي ازدواجية في الخطاب السياسي مع هذه الدول.