جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب حمادة فراعنة
لخص رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري إمام وخطيب المسجد الأقصى الموقفين الديني المبدئي والوطني السياسي للسيادة والاعتبار والولاية على المسجد الأقصى للمسلمين، وللمسلمين وحدهم، باعتباره مسجداً وقيمة وموقعاً ومكاناً للعبادة مقتصراً على المسلمين، أسوة بالكنيسة للمسيحيين، والكنيس لليهود، والخلوة للموحدين الدروز، لا يجوز الخلط والتطاول والمساس لطرف على حقوق الأطراف الأخرى، مهما تبدلت الظروف والمعطيات، ومهما وقعت الاجتهادات أو الخلاف في الوصول إلى المبتغى العقائدي لطرف بما يتعارض مع الأطراف الأخرى، فالمسجد الأقصى تراثاً وتاريخاً وقناعة وعقيدة هو للمسلمين، فكيف يكون الحال حينما تزداد مكانته في عقيدتهم باعتباره مقدساً بمكانة الحرم المكي الشريف والمسجد النبوي، فهو أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين ومسرى سيدنا محمد ومعراجه، مثلما لم تُثبت كل الوقائع والحفريات غياب أي مدلول أو أثر لأي طرف أن له علاقة بمكان المسجد وحرمه.
كما لخص رئيس الهيئة الإسلامية في القدس الشيخ عكرمة صبري، إمام وخطيب المسجد الأقصى، من موقعه كمرجعية عُليا لأهل القدس وفلسطين، الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، باعتبارها إدارياً وسياسياً تملك الصبغة الدينية والقانونية والشعبية، وأنها وحدها صاحبة القرار، لا يمكن منازعتها، رافضاً بشكل قاطع تغييرها أو تبديلها أو المساس بها، أو مشاركتها من أي طرف كان، فهي ليست وضع مساومة أو تغيير أو تبديل وفق تطور الأحداث سياسياً أو أمنياً، أو نتاج عوامل قوة وفرض أمر واقع من قبل أي سلطة، خاصة حينما تكون أجنبية غير صديقة، بل هي محتلة أجنبية معادية لحقوق شعب فلسطين وقيمه وتراثه وتاريخه وتقف حائلاً دون حريته واستقلاله وكرامته، وعودة اللاجئين المشردين منهم إلى بيوتهم لدى المدن والقرى التي طُردوا منها.
تصريحات الشيخ عكرمة صبري من موقعه ومكانته كمقدسي مقيم في وطنه، تملك المصداقية العالية النبيلة، مثلما يملك شجاعة ما يقول وما يؤمن به، وهو في خندق المواجهة الأمامية المتقدمة في فلسطين علناً في مواجهة المستعمرة وحكومتها وأجهزتها وأدواتها.
نحن خارج فلسطين، نراقب، نتابع، نتلهف، نتوجع، وأمام تبجحات نتنياهو وجرائمه، بحق شعبنا العربي الفلسطيني، نتلمس الأمل، نكبر بتصريحات الشيخ صبري وعزيمته وصلابة مواقفه، معبراً عن صمود وثبات الشعب الفلسطيني وثقته بنفسه أن مستقبله ما زال ممسوكاً بيده وأدائه وإرادته، مفتوحاً على تغيير كافة المعطيات، رغم الانحدار والتطبيع وخلط الأوراق.
كأردنيين مسلمين ومسيحيين ودروز، لا نملك ترف التلوّن، والتغيير والتبديل، فنحن في الخندق الداعم لصمود الشعب الفلسطيني على أرض وطنه، والمساند لنضاله على الطريق الكفاحي الطويل متعدد المراحل من أجل انتزاع كامل حقوقه في المساواة والحرية والعودة، لأن ذلك حماية لأمننا الوطني أولاً ولأنه واجب وطني وقومي وديني وإنساني نحو شعب يتعرض للظلم بأشكاله المختلفة المتعددة.
للشيخ عكرمة صبري من شعبنا الاحترام والتقدير كما يستحق.