النسخة الكاملة

الطاقة الإيجابيَّة والمخاوف المستقبليَّة لعام 2021

د. هديل الخرشة

الخميس-2020-12-27
جفرا نيوز -
الطاقة الإيجابيَّة والمخاوف المستقبليَّة لعام 2021

تكمنُ حياة كل إنسان فيما يحملهُ في نفسهِ من طاقة قد تكون إيجابيَّة، وقد تكون سلبيَّة، وقد يمزج بين الطاقتين بحسب الموقف، فالطاقة الإيجابيَّة: هي طاقةٌ تحمل في مضمونها معانٍ تدفع إلى الارتياح والقوة والسعادة مثل الحب، العطاء، التفاؤل، والتعاطف. 

والطاقةُ الإيجابية: هي إحدى مصطلحات علم النفس، إذ ينظر (كارل روجرز) للشخص على أنّه إيجابي وبنّاء ومتفاعل ومتطلع للأمام؛ أما الطاقة السلبيَّة، فإنها على النقيضُ تمامًا من تلك فهي تزرعُ في قلب صاحبها الشؤم والكراهية واليأس والبغضاء، مما ينعكس ذلك على سلوكه وتصرفاته وطرق معيشته.

ومن الممارساتِ التي من شأنها إكساب الشخص الطاقة الإيجابيَّة: تبسيط الحياة والحدُّ من التحديات العاطفيّة، لذلك على الشخص أن يبدأ يومه وهو يفكرُ في داخله، أنّ هذا اليوم أفضل تمامًا من الذي سبقه، قراءةُ الكتب لما لها من أثرٍ مفيد وناجحٍ في تغيير المزاج وبعث الطاقة الإيجابيَّة، العمل مع الأشخاص المفضلين الذين يبعثون في داخلك رسائلٌ تجعلك تمضي يومك بكل نشوى وارتياح وبالتالي يزيدون في داخلك الطاقة الايجابيَّة، تغيير طريقتك في التعاملِ مع الأمور، والاستغناء عن الطرق التي تجلب لك الشعور بالفشل، التخلصُ من الأفكار السلبيَّة التي تُشغل التفكير والتي كلما زاد التفكير بها تُصبح واقعًا، والتخلص من المشاعر السلبيَّة كالاستياء، الحزن، الغيرة، والغضب؛ فإنها لا تُثمر في داخلك الا الإحباط والتعامل بالسلبية المفرطة.

وثمة هناك أمور في حياتنا حلّها الجذري، هو في أن تتقبلها وتدرّب نفسك على التعايش معها، ومواجهتها، وتجاوزها بكل هدوء؛ مما ينعكس ذلك على حياتك بطريقة إيجابيَّة. والشخص ذو الطاقة الإيجابيَّة هو شخص مقبول ومُنتج ومُستقر، كما أنّه شخص مُنفتح العقل، ومُحب للتجارب الجديدة، ومُقبل على الحياة، ويؤدي واجباته بنشاطٍ وتفاؤل ويواجه مشاكل الحياة ومصاعبها؛ ويوازن بين مختلف جوانب حياته، وبذلك يستطيع التقدم في حياته وهذا التقدم يعطيه دافعًا ليستمر؛ ويمكن القول أن أبسط مفهوم للايجابيًّة هو معرفة الصواب وتنفيذه فمثلاً:
لو نظرنا لأحداث عام 2020 والذي أصبح عامًا مُنصرمًا بكل همومه، واوجاعه، لوجدنا عند البعض أنّه عام لن يُنسى وهو عام الشؤم والاوجاع لدى السواد الأعظم منا.
لذا عليك أن لا تأخذ من بقايا هذا العام الذي مضى ايٌ من تلك الأوجاع والآلام ولا تنظر لها على إنها سنة مضت فقط؛ بل اجعلها نهاية لكل الأشياء التي آلمتنا، نهاية لكل معنى سلبي، لكل وجع رأيناه على وجوه الذين احببناهم، لكل هم شعرناه ثقيل على أكتاف من عرفناهم.
تمنوا جميعًا أن يكون نهاية لكل دمع، فقد، وجع، فقر، وموت.
إنظروا إليه أنه عام النهايات التي لن تعود من جديد بإذن الله، عام انقضت فيها جميع ملامح الخوف والخيبه، وانظروا إلى آخر ما تبقى من ملامح لهذا العام انها ستمضي بلا عودة وأن الفرج قادم لا محاله، لا تودعوها بالقسوة واللوم والتنهيد فما كانت أحداث هذا العام إلا أقدار مكتوبه لا يملك زِمامها إلا الله.
نعم ربما قد نكون مللنا الوجع، التعب، الفرقة، الفقر، الجوع، التنمر، والوحده، لاننا لسنا الآن على قدرٍ من التحمل إلا إذا نظرنا لهذا الكون بعين الأمل والإيجابية، فكل شيئ سيكون بخير حتما.

تأكد، أن الحياة لم تقف على شخص احببناه وذهب، ولا أمنية تقطعت قلوبنا لها وفاتت، ولا مرض أوجعنا كثيرًا، ولا بلاء اخببناه بصدورنا عن العالم، الحياةُ تمشي وتمشي، لذا فأمش معها لرضا ربّك، فلا تتوقّف ولا تيأس.. لا تيأس أبدًا ما دامك تنظر إلى كل شي بإيجابيّة تامه وتفاؤل مؤكد وسلامٌ نفسي.

وهانحنُ نودع عامًا صعبًا قد أنصرم مخلفًا وراءه ذكريات أليمه وما حدث لنا في هذا العام ونجونا منه إلاّ تدبيرٌ من الله نحمده عليه، ونستقبل عامًا قادم يحمل في طياته الأمل بأن هذه الأيّام ستكون خِفاف لا ثِقال، بعيدًا عن التخويف والترعيب، وستعود ضحكات الصغار وقهقهات الكبار، وستمتلئ الشوارع بالحكايات، التي تروي الماضي الذي لن يعود وأن هذا القادم أجمل بإذن الله.

لذا من هنا وجب علينا بث الطاقة الإيجابيَّة، والحد من التفكير السلبي الذي يضعف الهمم، وتقديم المساعدة للآخرين أيّا كان نوعها؛ فهي تعطي شعورًا بالقيّمة وتعزز في ذواتنا الثقة بالنفس، وجمال الروح، والتي تتحول بدورها إلى طاقة إيجابيَّة، فجميعنا بحاجة إلى اكتساب هذه الطاقة.

حمانا الله وإياكم.
د. هديل الخرشة