النسخة الكاملة

"البرلمان الكويتي الجديد: رسائل حادة وجادة"

نزار حسين راشد

الخميس-2020-12-08
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - نتائج ذات رمزيات ومضامين حملها البرلمان الكويتي الجديد،نتائج لها رمزيات كبيرة،فعودة مرزوق الغانم تعني عودة صوت وطني يصل إلى ما وراء حدود الوطن،صوت يصدح بالقضايا العربية،وعلى رأسها فلسطين،ويرفع سدوداً ويضع قيوداً امام أي تلميح بالتطبيع او تصريح،وأظن المجلس سيجدد له البيعة كرئيس!

سقوط صفاء الهاشم المدوي على الطرف المقابل يؤكد سقوط العنصرية والعصبية ويؤكد التوجه الوطني حامل هم العروبة،والمتعاطف والمقدر لجهود إخوتهم العرب في البناء والتعمير وأنه جهد مكرّم ومشكور.

ربما أن غياب الاصوات السياسية والحزبية وحتى الطائفية لحساب الصوت القبلي،ربما يحمل مؤشراً إيجابياً لا سلبياً،فالحضن القبلي في الكويت بالذات حاضنة للشعور الوطني المخلص والواعي بالامتداد العربي لهذا الوجود القبلي،والسبب تاريخي طبعاً فهذه القبائل التي بنى أبناؤها الكويت السياسي الحديث حملت منذ البداية رائحة الإنتماء للوطن الكبير وحملت سماته العربية الأصيلة،عداك عن أنها حاضنة للقيم والتخلاق التي تقف سداً منيعاً في وجه ثقافة هجينة ودعوات مغرضة تسللت من الشقوق العلمانية إلى صفوف المجتمع الكويتي.

وسقوط الأصوات العلمانية يؤكد هذه الحقيقة.ويؤكد أنك حتى تكون متديناً ومخلصاً لأخلاق وطهارة الدين ،ليس من الضرورة أن تكون حزبياً أو تنتمي لجماعة إسلامية.

وإذن فكل الملامح التي يحملها المجتمع الجديد هي ملامح عربية ودينية وأخلاقية أصيلة.

عدم وصول النساء إلى البرلمان هي هزيمة لكل دعوات الفيمينيزم والنسوية المشبوهة المستنسخة للقيم الغربية،وهي رسالة بليغة للنصف النسائي،أن دورك وحضورك هو في حراسة نصفك من الانتهاك والاختراق.

في الحقيقة أنا فرح جداً بهذه التركببة المميزة وأرى أنها رسالة بليغة للمجتمعات والدول العربية،ولفلسطين بالذات،أن حقكم عندنا لم يضيع،وبالتزامن يعلو الصوت النقي للأمير تركي الفيصل ليعيد "إسرائيل" إلى حجمها!

الأصالة لن تضيع بيننا وصوت الحق سيعلو أكثر وسيكون دائماً وبالضرورة أعلى من باقي الاصوات،وأبلغ في إيصال رسالته،ومناطاً يعلق عليه الأمل والثقة ووتتجدد به الإرادة وكما قال العربي:لن تضيع المروءة في الناس ما دامت هذه الأصوات حية بيننا.

نزار حسين راشد