النسخة الكاملة

تَرجَل الفارسُ باكراً

الخميس-2020-11-21 02:35 pm
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - كتب - غالب قاسم الصرايره -  لواء جمارك متقاعد

(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) (23) الأحزاب.

البطل الصنديد المغوار المرحوم بإذن الله تعالى خالد باشا جميل الصرايره ولهُ من إسمه نصيباً فهو القائد العسكري الفذ كما هو القائد خالد بن الوليد رضى الله عنه وابنُ جميل ، وكلمة جميل هي اسم من اسماء الجمال ، فهو خالد باشا الجميل دوماً تّرجل هذا البطل الشُجاع عن صهوتهِ ورَحلَ عنا باكراً في اصعب الظروف واحنكها ونحنُ بحاجة لخبراتهِ وتجربتهِ العسكريه الفذهِ فنضرعوا الى اللهِ العلي القدير أن يتغمدهُ بواسع رَحَمتهِ ويدخلهُ الجنة وفردوسها الأعلى مع النّبينَ والصِّديقينَ والشهداء والصًّالحينَ وحَسُنَ أولئكَ رفيقا.

كان خالد باشا (أبا مهند) مُخلصاً لوطنهِ ومليكه وغيوراً على أُردنيته وفخوراً بأنتمائهِ الى مؤسسة الشرف والرجوله – القوات المسلحة الأردنية الباسلة – الجيُشُ العربي مدرسة الحُسِين طيب الله ُثراه ومن بعدهِ مدرسة عبد الله الثاني ابنُ الحِسُين حفظهُ الله ورعاه .

أمضى خالد باشا خمسة واربعين عاماً في خدمة الشرف – شرف الجنديه في كافة ميادين الرجوله والبطولة و الشرف وخاض جميع الحروب التي وقعت على الأُردن الأبي والأبهى والأجملُ بداءً من حرب حزيران وحرب الإستنزاف ومعركة الكرامة واحداث ايلول المؤسفه وحرب تشرين.

عاصر بناء الدوله الأُردنيه ومؤسستها العسكريه لحظه بلحظه وكان المرحوم الجنُدي والقائد الفذ في كافة الميادين والمواقف المُشِرًّفه وكان يقف بجانب الحق ويدافع عنه بكل ما أوتي من قوة .

كان مدافعاً قوياً عن وطنهِ وعن قيادتهِ الهاشميه الحكيمه وعن إخوتهِ في السلاح من الجندي الى أعلى الرتب العسكريه أباً وأخأ لهم عطوفاً وليناً في مواطن الرحمه والعطف وعصياً وقوياً في المواطن التي تتطلب القوه والصلابه والشجاعه أحبهُ كافة الرفاق في السلاح لقربهِ منهم وتلمُس إحتياجاتِهم المعيشيه والعائليه ، احبتهُ محافظات المملكه جَميعُها حيث كان على مسافة واحدة من الجميع .

كان همهُ الأردن ومؤسسته العسكريه بأن تكون في مصاف الجيوش العالميه المتقدمه .

عمل بكل قوة بنَفسِ ودعم أبا الحُسِين حفظه الله ورعاه ، فأعطى كل ما يَملُك من عزيمة وارادة وقوة حتى أحبهُ الجميع وكان محط احترام الجميع رَحِمكَ اللهُ يا أبا مهند رحمهً واسعة واسكَنكَ اللهُ جنات النعيم وفردوسها الأعلى وستبقى في قلوبنا حياً وذكراك الطيب وستذكرُك صفحات الجيش العربي المصطفوي الخالدة المُسطرة بحروفٍ من الذهب ستذكُركَ جندياً وقائداً وأخاً وأباً.

ولايَسعُني في هذا المقام إلا ان أُعزي نفسي وأهلي وعشيرتي وعشائر الصرايره الكِرَام على كافة ارجاء الوطن وخارجه واتقدم بأحر التعازي والمواساة لإسرة الباشا ابا مهند وعائلتهِ الكريمه ولا نقول إلا ما يرضي الله إنا لله وإنا اليه راجعون .

حمى الله الأردن وهمى قيادته الهاشمية بقيادة عميد آل البيت عبد الله الثاني اين الحسين حفظه الله ورعاه وولي عهده الميمون . بقلم