جفرا نيوز- كتبت إخلاص القاضي
- لا يُعقل أن يصل عداد كورونا في المملكة - ووفقا لمصادر وزارة الصحة - لـ 36053 إصابة حتى اليوم، و330 وفاة، وما زال البعض يتجاهل التقيد بالإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، بل ويستهتر بأهمية ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي والتعقيم، ولا يكترث لخطورة الازدحام والمخالطة في الأماكن العامة.
ويؤكد أطباء أن ابتعاد البعض عن سبل الوقاية من الاصابة بكورونا، يزيد بالضرورة من فرص تصاعد عداده اليومي، جراء طبيعة الفيروس الذي ينقل العدوى بسرعة من شخص لآخر، ومنه لآخرين.
ويشير طبيبان لوكالة الانباء الاردنية (بترا) الى أن الوقاية لا تكلف المرء سوى الانتباه والتقيد والاهتمام بكل ما من شأنه الحفاظ على سلامته وصحته منعا للإصابة، التي تتضاعف كلفها الصحية والاقتصادية والنفسية والمعنوية، لمجرد التصرف وكأن الجائحة غير موجودة على الإطلاق.
ويشددان على ضرورة التأقلم والتعايش مع وجود المرض، ومحاربته في آن معا عبر اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، والتصرف بحكمة وعقلانية انطلاقا من معادلة التعامل مع الآخر "وكأنه هو المصاب، وكأنك أنت المصاب ايضا"، الأمر الذي يضاعف مسؤولية الجميع للتركيز على سبل الوقاية والتقيد الحرفي بها حفاظا على صحة المجتمع والمنظومة الصحية برمتها.
يقول أخصائي الأمراض الصدرية والتنفسية الدكتور محمود الشبول، إنه وفي ظل عدم التوصل لمطعوم ضد فيروس كورونا حتى الآن، لا مناص من التقيد التام والمستمر بالكمامات والتعقيم والتباعد وتجنب الاختلاط، مستدركا "غير أن ما نراه يوميا من سلوكيات للبعض وضرب سبل الوقاية بعرض الحائط، ينذر بخطورة استمرار تصاعد اصابات كورونا الأمر الذي ينطوي على تداعيات صحية واقتصادية نحن في غنى عنها".
ويؤكد في هذا الصدد أن الدولة وبجميع أجهزتها ومؤسساتها لم تقصر ومنذ بدء الجائحة بكل ما من شأنه الحد من انتشار العدوى عبر كل القنوات الرسمية والإعلامية ومنصات التواصل الاجتماعي، وعولت ولا زالت تعول على وعي المواطن، لكن أرقام الإصابات التي لم نكن نتوقع أن تصل إلى ما يناهز الألف يوميا، تكشف عن حاجتنا لتعزيز وتدعيم هذا الوعي والتعامل بجدية أكثر مع سبل الوقاية.
ويتطرق الدكتور الشبول لمسألة لا بد من الإشارة اليها، كما يقول، وهي أن بعض الشرائح في المجتمع تتفنن في التحايل على الحظر الذي تفرضه الدولة في عطلة نهاية الاسبوع، والذي يهدف اصلا للحد من الإصابات، فيما تزداد خلاله عمليات المخالطة، حين يتجه البعض من عمان مثلا لمحافظات الشمال والجنوب أو العكس، بغية تمضية فترة الحظر مع الاقارب، الأمر الذي يعتبر اختلاطا ضمن تجمعات كبيرة، وهذا ينافي بل ويتعارض مع الهدف الاصلي للحظر، وهو العمل على تقليل الاختلاط ومن ثم تقليل اعداد الإصابات.
ويشدد على "أن الوعي ثم الوعي هو الوصفة السحرية لمنع انتشار العدوى عبر الالتزام بكل السلوكيات الوقائية التي باتت معروفة للجميع، ومنها تعقيم ونظافة الكمامة، وعدم ارتداء ما يستعمل منها لمرة واحدة لأكثر من مرة أو حتى لساعات طويلة، بل تغييرها مباشرة كلما استعملت، وغسلها وتعقيمها تباعا إذا كانت قابلة للغسيل، ويجب تغطية الأنف والفم بشكل كامل، وليس وضع الكمامة تحت الذقن أو على الرقبة أو استعمالها كسوار بالمعصم المعرض كغيره للتلوث".
ويواصل الدكتور الشبول توصيته بضرورة غسل وتعقيم مقابض الأبواب وأزرار المصاعد وحواف سلال المشتريات في المولات والاسواق، إضافة لتعقيم النقود بعد عمليات الشراء والبيع، ومفتاح ومقبض السيارة ومقودها، ودورات المياه قبل وبعد كل استعمال، والخضار والفواكه وكل المشتريات قبل إدخالها البيت، وكذلك نزع الأحذية خارجا، وتعقيمها قبل إعادة استخدامها وبعده، وغسل الملابس مباشرة بعد دخول المنزل، وكذلك تعقيم حقائب النساء وطلبة المدارس بشكل حثيث.
ويتساءل الدكتور الشبول أنه اذا خُيّر الشخص ما بين التزامه بكمامة يستطيع الحصول عليها ببضعة قروش، او صناعتها بالمنزل بأبسط التكاليف من جهة، وبين اضطراره لجهاز التنفس الاصطناعي، وتحمله للأوجاع، من جهة اخرى، فماذا يختار منطقيا؟من جهته، يقول أخصائي الأمراض الباطنية والصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة: لابد من تفعيل المراقبة للتأكد من التزام الناس بالإجراءات التي دعت اليها الجهات المختصة لحماية المجتمع من عدوى كورونا، وعلى رأسها أمر الدفاع رقم 11 الذي يلزم الجميع بوضع الكمامات، لما لها من دور كبير في الحد من انتقال الفيروس، اذا ما تم الالتزام بها على النحو السليم، حيث النظافة والتعقيم وتغطيتها للأنف والفم بشكل تام.
ويشدد على التقيد بآداب العطاس والسعال، فلا يكونا دون استخدام المناديل الورقية، وليس بالهواء وبالقرب من الناس، وخاصة من كبار السن والمرضى والحوامل، وهم الفئات الأكثر عرضة للعدوى، بسبب ضعف مناعتهم، متشاطرا مع ما ذهب اليه الدكتور الشبول حول عدم نجاعة الحظر نهاية الاسبوع في ظل سلوكيات البعض غير المجدية صحيا.
ويبرر أن ذلك الحظر لم يؤد لتقليل الاصابات كما كان مطلوبا، داعيا واذا ما استمرت الحالات بالتصاعد لا قدر الله الى حظر لمدة 14 يوما، حتى يتسنى تقليل عدد الاصابات، حتى لو انه الخيار الصعب اقتصاديا، وفقا له، لكنه الأسلم صحيا.
وعلى صعيد مواز، يدعو الدكتور الطراونة لضرورة التأقلم مع وجود كورونا لحين توصل الطب لمطعوم ناجع، ومعنى هذا التأقلم هو الالتزام بالتعقيم والنظافة والتباعد وتجنب الاختلاط، وعدم الاستهتار بوجود الفيروس.
من جهة أخرى، يشير إلى أهمية مراقبة الاشخاص المعزولين منزليا ومتابعة حالاتهم بطريقة لا مركزية عن طريق وجود كشوفاتهم الصحية، في المراكز الصحية المنتشرة في كل المملكة، بحيث يسهل الاحاطة بهم.
ويؤكد كذلك على الأسر بضرورة مراقبة المعزولين منزليا لديهم، في الوقت الذي يحافظون فيه على سبل الوقاية والتعقيم، وان لا يترددوا في طلب العون الصحي العاجل اذا ما ظهرت على المعزولين الاعراض التالية: الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، وعدم استجابته للأدوية المخفضة لها والاعياء العام ونزول الضغط والصعوبة الشديدة في التنفس وألم في الصدر وميل الشفاه للون الازرق، إضافة للتشويش في درجة الوعي، والسعال المتكرر الذي لا يتوقف.
ويشير الى مزايا العزل المنزلي ومنها تخفيف الضغط على المنظومة الصحية، والتقليل من الانتشار السريع للفيروس، وتخفيض الكلف العلاجية، وحماية الطواقم الطبية، محذرا من أن استمرار استهتار البعض بعدم ارتداء الكمامات والتعقيم والتباعد وخاصة في فترة ما قبل الانتخابات النيابية التي تشهد للأسف، كما يقول، تجمعات بدون تقيد البعض بالإجراءات، من الممكن ان يضاعف اعداد المصابين، وربما يؤدي الى إشغال الاسرة العادية واسرة العناية الحثيثة بنسب تدق ناقوس الخطر.
ويُذكّر الدكتور الطراونة بأهمية تعزيز المناعة عبر أساليب اعتيادية معروفة كتناول الخضار والفواكه المعقمة، والنوم الكافي لمدة لا تقل عن 8 ساعات وممارسة الرياضة، فضلا عن ضرورة الإقلاع عن تدخين السجائر والارجيلة، وتناول فيتامينات مثل ( سي، دي، زينك)، بعد التأكد من حاجة الجسم اليها عبر فحوصات مخبرية.