جفرا نيوز -
جفرا نيوز - الكاتبة مها أحمد - توفي أبي ونحن صغارا وكنا أربعة بنات الكبرى في الصف السادس والصغرى في الروضة وأمي لم تنجب الأولاد الذكور وكان لوالدي زوجة ثانية لم ينجب منها غير بنت واحدة
وكنا من المجتهدات في الدراسة حيث حصلت شقيقتي هذه وهي من زوجة أبي وهي الشقيقة الوحيدة على معدل 98 في الثانوية العامة وكان طموحها دراسة الطب ولكوننا ليس لدينا الإمكانيات المادية فقد درست في مجال الصيدلة
وبالرغم من إجتهادها في الدراسة إلا أنها كانت إنطوائية لا تختلط مع الناس دائماً مغلقة عليها غرفتها وتذاكر ودائماً كنت أقول لها تعالي نذهب إلى السوق أو لبعض الصديقات إلا أنها كانت ترفض بحجة المذاكرة
وكانت لا تخرج من البيت إلا ما ندر للذهاب للجامعة فقط
وعاشت بجوِّ الدراسة وأصبح العالم الخارجي لها غريب لا تعرف عنه شيء.
و عندما أكملت دراستها في الجامعة وعملت تقدم لها عدة رجال لخطبتها، وسبحان الله اختارت الرجل غير مناسب لها وكنت قد نصحتها بعدم القبول بذلك العريس ولكنها رفضت وأصرّت عليه وتم الزواج.
تزوجت ،ومن أول شهرٍ بعد الزواج قام بضربها وأخذ راتبها بالقوة وكنت أنصحها وأقول لها إذا قام بضربك اذهبي إلى حماية الأسرة واشتكي عليه حتى لا يقوم بضربك مرة أخرى وكانت ترفض ذلك
مما جعل زوجها يتمادى أكثر وأكثر في ضربها
عندما كانت تغضب تأتي عندنا ومجرد ما يرنُ الجرس الباب تخرج مسرعةً له ، وكأنه يجلب لها الذهب وترجع في اليوم الثاني وقد كرر الاعتداء عليها وضربها.
ودائماً كنت أنصحها واقول لها
لا ترجعي له بهذه السهولة
اعملي لكِ قيمة وتأكدي أنه سوف يحترمك ولكن لا حياة
لمن تنادي.
ومرةً جاءت غاضبة من زوجها وعندما رأيتها فقدتُ صوابي حيث قام بضربها ضرباً مبرحاً، قلت لها سأذهب معك الآن ونشتكي لحماية الأسرة عن تصرفاته والمعاملة السيئة لزوجك وبعد عدة محاولات مني قامت واشتكت عليه
وأرادت حماية الأسرة أن تقوم بسجنه ولكن شقيقتي العزيزة قامت بالتنازل عن الشكوى لترجع له وبعد ثلاثة أيام حيث من المتوقع أن يشكرها ويعبر عن أسفه لها قام بضربها ورجعت غاضبة إلينا.
قلت لها اسمعي عليك الذهاب إلى حماية الأسرة مرة أخرى وفعلاً ذهبت وعند رؤيتها من قبل حماية الأسرة بهذا المنظر اللإنساني نتيجة تكرار الضرب.
قالوا لها نحن في البداية نحاول أن نصلح بين الزوجين ولكن أنت لا يوجد حلا أمامك غير طلب الطلاق وكيف تقبلي على نفسك أن يضربك بهذا الضرب .
وفعلاً قامت برفع قضية بالمحكمة قضية شقاق ونزاع طالبة الطلاق وعندما شاهدها القاضي بهذا المنظر وافق على طلب الطلاق وقال لها سنستدعي زوجك في الإسبوع القادم لتطلبين منه الطلاق لعدم الجدوى للصلح بينك وبينه
ولكن وجدت أنا أن المشكلة ليست بزوج شقيقتي المشكلة بشقيقتي هي نفسها وبالرغم من الضرب الذي يضربها إلا أنها تفكر بالرجوع له وحتى أن المحامي والقاضي وكل الناس يقولون يجب أن تطلق من زوجها لتفادي تكرار حالة الضرب خوفاً عليها أن يسبب لها عاهة مستديمة ولكن لا حياة لمن تنادي
فهي تريد الرجوع لزوجها
ومرة قالت لي جارة لنا أنه ومن كثرة الضرب لشقيقتك من قبل زوجها ظننا أنها ليست لديها أهلاً وتخاف أن تتطلق منه وتذهب إلى الشارع بدون مأوى
أختي فقدت عقلها ولا تريد الطلاق من زوجها وأنا وأمي نخاف عليها وحتى القاضي وحماية الأسرة وكل الأقارب يقولون انه يجب أن تطلق من زوجها ولا يستحق أن ترجع له وكيف أُقنع شقيقتي بالطلاق وأنا متأكدة لو ان زوجها رن جرس الباب الآن وبالرغم من كل هذا الضرب سوف تذهب له مسرعة وأقول أنا في نفسي قد يكون قد عمل لها مسحا للدماغ لكونها تذهب له وبدون أن تفكر بعقلها
فقلت أن أعرض مشكلة شقيقتي عليكم لعلي أجد حلاً لها عندكم.