لبناء دولة بمجتمع متعلم مهني محترف
الخميس-2020-09-07
جفرا نيوز -
جفرا نيوز - يحتاج شبابنا لبناء ثقافة جديدة لمواكبة العصر في التوجه للتخصصات الحديثة والمسارات المهنية، فالاعمال وطبيعتها تغيرت، وتغيرت معها قابلية سوق العمل للتخصصات التقليدية التي لم تتطور مناهجها لتخدم سوق العمل والتغيرات التي حصلت في كل انحاء العالم ..
فمثلاً كل ملفات الشركات والمراسلات والاتفاقيات وغيرها اصبحت تتم من خلال شبكات الكمبيوتر وتحفظ في اجهزة الكمبيوتر، مما ادى الى اختراقات واسعة ولأهم الشركات الكبرى العالمية أو المؤسسات الأمنية في الدول العظمى ، كما ان هذه الشبكات الحاسوبية وفي مجال الاتصالات قد توسعت استخداماتها الحربية لتشمل توجيه الصواريخ والطائرات والخدمات الآخرى المتنوعة .
هذا استدعى للبحث عن علوم تحمي هذه الانظمة والشبكات للحفاظ على جاهزيتها وعدم اختراقها ، فظهر الامن السبراني والذكاء الاصطناعي وغيرة من العلوم في المجالات المختلفة التي تُسهم في تطورها وحمايتها .
فهذه التخصصات والمسارات التعليمية فتحت افاق واسعة امام الشباب الطموح، لدراستها واحتراف العمل بواسطتها ، واصبحت ميسرة ومتوفرة امام الشباب ليقدموا عليها ويخوضوا فيبحر علومها وتجاربها، وبذلك فُتحت امامهم افاق واسعة من فرص العمل المغرية في الدخل المادي والمعرفة التكنولوجية بتخصصات متقدمة علميا وتقنيا .
لقد أصبحت دراسة الأمن السيبراني واحدة من مستحدثات التطور التكنولوجي والرقمي الذي نعايشه في العالم مؤخرًا، حيث يشهد العالم المتقدم بكافة أرجاءه تطور كبير لا يمكننا بأي حال أن نغفله، كيف لا ونحن نعيش عصر الحرب والهجمات الالكترونية التي اصبحت مؤثرة جداً ومعتادة، وربما يكون اثرها أخطر من الحرب التقليدية بالطائرات والمعدات الحربية المتطورة .
لذا أصبحت تلك الدراسات التكنولوجية في مجال الحوسبة الرقمية مقصد الكثيرين من الدارسين المتميزين حول العالم .
وكلما تطورت النظم التكنولوجيا من حولنا كلما اعتمدت تلك المؤسسات على دمجها واستخدامها في تطوير العمل، الأمر الذي يجعلها في حاجة ماسة لمجموععة كبيرة من المؤهلين وذوي الكفاءة والخبرة في تطبيق نظم الأمن السيبراني والتطور عبر الذكاء الاصطناعي .
يتوجب علينا مساعدة ابنائنا الطلبة وذويهم بما نملك من معلومات، تُسهل مهمة اختياراتهم من بحر التخصصات المتوفرة، واختيار التخصص المناسبة لقدرات الطالب وحاجة السوق لها، وهذا بالاصل واجب مؤسسات الحكومية والخاصة، وذلك من خلال تقديم برامج وندوات من قبل مختصين في التخصصات المختلفة وشرحها عبر وسائل الاعلام، والأهم يجب توفر معلومات كافية لتوجيه الطلبة الى علوم العصر والشهادات المهنية من خلال المناهج الدراسية ومن مرحلة الأبتدائي في المدارس ..
كذلك يمكن للمؤسسات والشركات الخاصة الكبرى تقديم المنح للتخصصات التي ترغب بها وتُمكنها من تطوير اعمالها والنهوض بها لتتنافس مع الشركات الكبرى العالمية .
اما هناك تخصصات في المسارات المهنية مطلوبة بشكل كبير ولا تحتاج الى شهادة جامعية ولا تُعتبر من اعمال بسيطة بل هي على مستوى عالي ومطلوبة للعمل اكثر من اعلى الشهادات الاكاديمية
اما المؤسسات الحكومية، فيجب ان يكون لها استراتيجية مبنية على اهداف واضحة، لاستثمار المنح التي تُقدمها للطلبة المتميزين، بالاستفادة من ارسالهم لدراسة التخصصات التي تحتاجها للمستقبل في تطوير اعمالها، مثل الامن السيبراني الذي اصبحت كل المؤسسات والشركات وكذلك المؤسسة العسكرية والاجهزة الامنية بأمس الحاجة لهذا التخصص لحماية اجهزتها وملفاتها وقواعد البيانات لديها وانظمتها المتوفرة عبر اجهزة الحاسوب وشبكات الانترنت والاتصالات .