النسخة الكاملة

الإعلام التربوي

الخميس-2020-08-22
جفرا نيوز - جفرا نيوز - د. محمد يوسف حسن بزبز

تعد وسائل الإعلام بحكم طبيعتها وتفاعل الإنسان معها أداة من أدوات التربية ، كونها تعكس جوانب متنوعة من ثقافة المجتمع ولا سيما أن مصادر المعرفة و المعلومات والبيانات لم تعد مقتصرة على الأسرة أو المدرسة فحسب، بل أصبحت وسائل الإعلام من المؤسسات التي يلتقى منها للطفل خدمات ما يتلقاه في مدرسته أو من أسرته، كما أصبح لها دور في تنشئة الجيل تنشئة اجتماعية من أهميتها التأثيرية في نمو الأفراد وتطورهم المعرفي والسلوكي.
وما أكثر حاجتنا اليوم إلى إعلام بناء ينمي في الطفل الشعور بالمسؤولية ويعزز ثقته بنفسه ويعمل على غرس القيم ويخاطب الأطفال بلغة مناسبة لخصائصهم العمرية وبطرائق واستراتيجيات محببة إلى نفوسهم ، تكون موجهة نحو بناء الطفل بناءً متكاملًا.
ومن خلال عملي كميسر لدي صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية في جلسات أندية الحوار والتطوع المدرسية لمشروع التمكين الديمقراطي في المدارس الحكومية الأردنية للفئة المستهدفة للصفين التاسع والعاشر ، إذ نركز على المعرفة الجيدة بالإعلام الحر والمستقل والمتعدد ودوره الفعال في بناء ركائز أساسية للمشاركة وصناعة القرار، ومهارة الحوار، وطرح الأفكار وتبادل الآراء، والقدرة الذهنية العالية ومهارات الفهم والإدراك للخبر الإعلامي وأنواعه وكيفية كتابته والقدرة على ربط الإعلام وقضايا المجتمع وتسويق الفكرة الإعلانية.
إن الإعلام التربوي يهدف للمشاركة في نشر الوعي على مستوى القطاعات التربوية المختلفة وعلى مستوى المجتمع بشكل عام والأسرة بشكل خاص، ويعتبر الجيل الجديد هو الثروة الحقيقية للمجتمع، كما ويهدف لتقديم معلومات وأفكار جديدة بإستراتيجيات جذابة ومحببة، والعمل على غرس القيم والمثل العليا وتنمية الاتجاهات السلوكية المناسبة والنهوض بالمستوى التربوي والفكري والحضاري والوجداني، وإلقاء الضوء على المشكلات التربوية والاجتماعية ، ولاسيما التي تتصل بالأطفال والإسهام في معالجتها. كما ويهدف إلى تنمية الوعي برسالة المعلم وتعزيز مكانته في المجتمع، وإبراز دور المؤسسات في تشكيل السلوك الاجتماعي المرغوب، والاهتمام بعناصر العملية التربوية ( المعلم، الطالب، البيئة، المنهاج، الاستراتيجيات، التقويم ... )، ورصد مختلف جوانب العملية التربوية وتوثيق نشاطاتها، والعمل على تأهيل الكوادر المتخصصة في مجال الإعلان التربوي، وتشجيع البحوث والدراسات المتعلقة بالإعلام التربوي ودعمها، وإبراز القدوة أو الأنموذج التربوي الأمثل، ومتابعة التطورات والتجديدات في مجال الفكر التربوي والتقنيات التعليمية والتكنولوجية والمعلوماتية.
إن وسائل الإعلام تتعدد وتتطور باستمرار من خلال التكنولوجية السريعة في الوقت الحاضر، كالإعلام المرئي والذي يعد من أكثر وسائل الإعلام تنوعًا حيث يعتمد على العرض البصري كالتليفزيون والسينما والكمبيوتر والمسرح. وكذلك الإعلام المسموع والذي يعتمد على مخاطبة الوعي السمعي بشكل مباشر كالإذاعة. ومن وسائل الإعلام أيضًا وكانت نتيجة للتطور العلمي والتكنولوجي وانتشار ثقافة الصورة وظهور وسائل الإعلام المقروءة والمرئية ... وسائل التواصل الاجتماعي : كـ (MOBILE PHONE ، IPAD ، INSTAGRAM ، SNAPCHAT ، FACEBOOK ، WHATSAPP، TWITTER...) ، ولقد انتشرت وسائل التواصل بشكل غير عادي بين جميع أفراد المجتمع الأردني ، بحكم انتشار ثقافة الصورة وطريقة التقديم الجذابة وسهولة حمل هذه الأجهزة مع الأفراد في جميع الأماكن وفي كل الأوقات، وعلى الرغم من أهمية هذه الوسائل الإيجابية ( وهي سلاح ذو حدين) ؛ إلا أنها أصبحت في الوقت الحاضر من الملهيات المستخدمة بمجتمعنا بالشكل السلبي وغير الصحيح، وبدأنا تقليد المجتمعات الغريبة بشكل كبير في الوقت الحاضر. وفي هذا يصدق الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه والذي رواه الصحابي أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه سلم : " لتتبعن سنن من كان قبلكم حذوا القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب دخلتموه" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

د. محمد يوسف حسن بزبز
مدير مدرسة مرج الفرس الأساسية للبنين
سفير جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير