النسخة الكاملة

كوفيد_19 هل هو التحذير الأخير

الأربعاء-2020-03-25 11:05 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز ـ صبا نصيرات
يبدو وكأن عالمنا توقف ،كأن مدننا أصبحت مجرد مدنٍ للأشباح،تعصف بها الريح ليُسمَع صفيرها،وتتجول فيها جنياتٌ لا نراها ، وكأن الحياة توقفت فجأة دون سابق إنذار،إنها ليست الحرب العالميه الثالثة،وليست العدم،إنها ليست محاكاة للعبه،ولا تجربةِ أداء ٍلمسرحيه،بل هي كوفيد_19 ،نعم هومخلوقٌ لانكاد نراه بالمجاهر،هو جندٌ مسيّرٌ من جنود الله ،هو ما لانتوقع ،أصغر مما نتصور ،ولكن قدرته فاقت البشرية ،فاقت أكبر دولة، فاقت أعظم جيش ،وأعتى سلاح ، فاقت ذكاء البشر ،وذكاء الحواسيب ،فاقت من تسمي نفسها القوى العظمى ، فاقت النفط والذهب ،ليعطّل ذاك الحياة دون سابق إنذار مسببَا حربَا نفسيةَ عميقه ، حرب لاينتصر بها أحد سوى بني البشر ، سوى المناعة القوية ،حرب لاتنتصر بها أمريكا ولا روسيا ، لا تهزم بها ألمانيا ولا تتدخل بها بريطانيا،حرب ليس فيها نفط العراق، ولا وعد بلفور، حرب ليس فيها الثورة الليبية، وليس فيها نصرٌ لبشار، حرب ليس فيها أطراف، حرب فيها السلاح هو البشر والخسائر هم البشر والنصر لبني البشر، حرب ليس فيها معتقلٌ يتعذب ،فمعتقلوها هم بنو البشر ، حرب لم نكنّ نعلم أنها ستشتعل ، لم نكنّ نحسب لها مسبقًا ، حرب ليست كأي حربٍ كانت .
نتوقف جميعًا وكأنه إنذار من الخالق، لنعي فوهة الزمن وبهو الحياه ، لنعي عدّادًا كان يعدُّ منذ زمن بعيد ، لندرك تلك الدوامة التي كنا ندور فيها ، نستيقظ فجأة على حقيقةٍ كنا قد غفلنا عنّها ، لتبدأالقوى البشرية تعمل بشكلٍ منتظم ، بتكامل دون النظر للفوارق ،لأول مرة! وكأن ذلك الفيروس جاء يحمل شؤمًا ظاهرًا،ولكنّه يخبأ  جوهرًا لمن أراد أنّ يتمعن ، تبدأ الدول تٌبرز امكاناتها ، لتزيل حالةالفزع التي حلّت بسكّانها ،فتبصر أنت على العالم لترى أن قوى العالم التي كانت ترعبنا بأسلحتها قد غرقت في حقلٍ من الثغرات، كأن قطار الحياة قرر أن يبطئ قليلا ليضع كل واحدٍ في قالبه الصحيح، وكأن المطبات تجسدت في طريق كرتنا الأرضيه، أو أنها رسائل سماوية تبعث لنا تحذيرًا من أمرٍ ليس ببعيد. 
وربما هو الفرج والنصر لأمم أنهكها التعب ، ربما هوالنصر لمن أكثر من الدعاء، ربما هو الرّد على انتهاكاتٍ زادت عن حدود اللا انسانية، تجاوزت حدود الحريه،تجاوزت حدود المسموح، فلا نستطيع أن نُغفل أنفسنا على ما كان يحصل، لانستطيع أن نغفل على ماحصل في بورما، أو ما حصل في سوريا ،او ما حصل في اليمن ،أو ما حصل في افريقيا ، لانستطيع أن نغفل عن تلك التجاوزات التي تغرق في بحرٍ كبير بحرٍ مخفي لايعلمه سوى من يحيكه، لانستطيع ان نتناسى صوت الالم والصرخات، ولا كلمات طفلٍ حلبيّ صغير كان عنوانها: سأخبر الله بكل شيء 
لعل الأمر أكبر مما نظن، ولكن ّأمرًا  كهذا لا يجب أن يوضع على أطراف الحديث ،فهو جاء ليخبرنا بكلامٍ كثير ، ستفكّ شيفراته عن قريب، تجلّت الإرادة السماويةُ به، وبعثه القهار ليقهر به ، أو الرحمن ليرحم به ، ولكنّ المرجو هو أنّ نعيد حساباتنا و نحسم أمرنا، وأنّ ننظر لخوافي الأمور، فقد يكون  بها تحذيرُ من اعصارٍ أخير، أو حلٌّ للغزٍ كبير،أو رسالةٌ يكون فيها نذير، ولنتمعّن جيدا فيما يحصل حتى لانضيع باقي حياتنا فيما لاينفع، ولانأكل أصابعنا ندمًا على ما سيحصل.  
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير