الأردن وفلسطين لا يمكن الفصل بين البلدين

جفرا نيوز - جفرا نيوز - احمد محمود سعيد  عادة ما تتم التوأمة بين مدينتين بالإتفاق بين حاكمي تلك المدينتين او بقرار لمجلسي البلدية فيهما وعادة ما تكون تلك التوأمة وتبقى على رفوف المدينتين عبارة عن ورق ليس له معنى . والتوأمة بين الدول تعرف بالإتحاد الفيدرالي او الكونوفدرالي فتأتي عن طريق اتفاق قيادات البلدين ومرورها في الأقنية التشريعية او المجالس المنتخبة وعادة ما تمرُّ تلك الإتحادات بظروف متغيِّرة حسب تغيُّر العلاقة بين القيادات في ذلك البلدين او تلك البلدان المشتركة في ذلك الإتحاد . اما الإندماج بين مجتمعين فيعني أن ينصهر المجتمعين في وحدة واحدة وينضويان تحت هويّة واحدة ونظام حكم واحد وعادة ما يكون هذا الإندماج بناء على رغبة شعبية في البلدين ويوجد عوامل مشتركة شبه واحدة في البلدين ومن الصعب الإنفكاك من ذلك الإندماج خاصّة إذا دامت فترة الإندماج فترة اطول لما تصبح عليه نتائج الإنصهار بين الشعبين من خلال الأنساب والتصاهر والأبناء والأحفاد إضافة للتملُّك وظروف العمل المشتركة . ولعلّ بعض الإندماجات لها ظروف خاصّة لإنحلال تلك الإندماجات فمثلا كان شعبي السودان وجنوبه مندمجين لعقود طويلة ولكن نظرا للحرب طويلة الأمد ونتيجة تدخُّل الأفعى الصهيونيّة في جنوب السودان تم اتفاق شبه دولي بإعطاء فترة خمس سنوات ليتم بعدها إجراء إستفتاء شعبي باشرا ف دولي اختار معه شعب جنوب السودان الإنفصال عن الوطن الأم السودان وتبع ذلك حروب طاحنة بين الشمال والجنوب تلته حروب شعبية دامية في جمهورية جنوب السودان اودت بحياة آلاف القتلى والسودان الآن يعاني من الفترة الإنتقاليّة نحو الحكم المدني الديموقراطي . والمثال الآخر للإندماج هو تشيكوسلوفكيا الذي اندمج فيه شعبي الشيك والشعب السلوفاكي الذين اندمجا بعد الحرب العالمية الثانية واعيد فصل الإندماج بعد تفكك الإتحاد السوفياتي وازالة سور برلين الذي كان يفصل شرق برلين عن غربها وعادت توحدت مدينة برلين بعد سنوات طويلة وتم فك اندماج التشيك عن السلوفاك . وإنما المثال الأمثل للإندماج بين شعبين هو إندماج شعب فلسطين في الضفة الغربية للنهر المقدس مع الشعب الأردني في شرقي النهر منذ سبعون عاما إختلطت خلالها العائلات على ضفتي النهر ونشأت عائلات جديدة باحفاد لم يعرفوا سوى بلدا واحدا تحتل إسرائيل جزءا مهمّا منه وأنّ تلك العائلات شهد بعض اربابها وكبار السن فيها حربا قبل ثلاثة وخمسون عاما احتلت فيها اسرائيل الضفّة الغربية والقدس الشرقيّة ولم يتأثّر ذلك الإندماج سوى باحتلال جزء من الأرض الأردنية ومحاصر على تلك الأرض جزء من الشعب الأردني على تلك الأرض ونظرا لتغيُّر الظروف الواقعيّة ومنها محاولة منظمة التحرير الفلسطينيّة ترويج نفسها بانها القادر على تحرير الأرض الأردنيّة المحتلّة التي كانت قبل الإندماج واستطاعت اقناع الكثير من حكّام العرب وبإيحاء مخفي من اسرائيل وامريكا لإستفراد المنظمة بالمطالبة بإستعادة الضفة الغربيّة لهويّة فلسطينية غير موجودة على الأرض وطبعا كان الهدف المخفي هو استفراد اسرائيل بالفلسطينيين ومنظمتهم واصبحت تخطط ما تريد بدءا من اقناع الحكام العرب باعتماد منظمة التحرير هي الممثِّل الشرعي والوحيد للفلسطينيين وقد تجاوب الأردن مع رغبة المنظمة والزعماء العرب واصدر قرارا بفك الإرتباط الإداري والقانوني بينه وبين الضفة الغربيّة ليمكِّن المنظمة بالمطالبة باسترداد الضفة الغربيّة بينما تمكنت اسرائيل من تهويد مدينة القدس واستطاعت بناء المستوطنات على اراضي الضفة والقدس كما ضمت رسميا لأراضيه اراضي واملاك الغائب المحتلة عام 1948 وكذلك حاولت العبث بالمقدسات المسيحية والإسلاميّة بالرغم من انتباه الدولة الأردنية وتأكيدها على المحافظة بالوصاية الهاشميّة على المقدسات . كما وافق الأردن على تشكيل وفد يضم تحت جناحه ممثلين فلسطينيين عن الضقة والقطاع حرصا من الأردن على اراضيه المحتلة وشعبه المحاصر في الضفّة وذلك في محادثت مدريد والتي تجاوزتها منظمة التحرير وعقدت إتفاق اوسلو مع اسرائيل وتقسيم فلسطين الى ثلاث مناطق جغرافيّة مدن تحت مسؤولية الإدارة الفلسطينية واراض تحت مسؤولية ادارية فلسطينية وبقية النشاطات تحت المسؤولية الإسرائيلية واخيرا مناطق ومساحتها كبيرة تحت المسؤولية الإسرائيلية كاملة ومنذ سبعة وعشرون عاما لم يُنفذ ذلك الإتفاق بشكل كامل حتى الآن . وانشأت السلطة الفلسطينيّة على بعض المدن الفلسطينية ولكن جميع مدن الضفّة يحاصرها فعليا الجيش الإسرائلي وهناك شبه إدارة مدنية محلية في تلك المدن بينما حركة المواطنين مقيّدة حتى تنقُّل وحركة مسؤولي تلك الإدارة بحاجة لتصاريح من السلطات الإسرائلية . وقد نستطيع القول ان اسرائيل لعنها الله استطاعت ان تخدع اللسطينيين والعرب وبمساعدة الإدارة الأمريكيّة وغيرها في تنفيذ مخطّطاتها حتى وصلت الآن لما يشاع من إعداد لما يُسمى صفقة القرن والتي سيتم بداية التحضير لها خلال ايام وتنتهي بتصفية القضية الفلسطينية لا سمح الله . والاردن عصفور يغرِّد بجناحين شرقيُّه وغربيُّه ولا يمكن الفصل بين هاتين الجناحين التوأمين مهما حاولت اسرائيل وامريكا والغير ان يفرِّقوا بين ابناء الشعب الواحد ومهما اختلفت الظروف الإقليميّة والدوليّة فالروابط بين ابناء الأردن اقوى من كل المؤامرات والفتن وتبقى فلسطين في القلب والأردن مهجة الروح وشعبيهما روح واحدة لا تنفصم عراها وتبقى عمّان والقدس ورودها النابضة بالحياة . ربِّ احفظ الأردن عزيزا وساعده ليعيد المحتل من ارضه واجعل كيد الصهاينة في نحرهم وابعد الأذى عن مواطنيه وقيادته وجيشه وابق رايته ترفرف عالية في سماء المجد . البناء الأخضر للإستشارات البيئيّة ambanr@hotmail.com