مذيعوا بعض الإذاعات أقوى من رؤساء وزارات
السبت-2018-09-08 12:50 pm

جفرا نيوز - جفرا نيوز
مذيعوا بعض الإذاعات أقوى من رؤساء الوزارات.
……… .
بقلم العميد المتقاعد هاشم المجالي.
……… ..
في كل دول العالم المثقف والمتحضر وإن كان غير متطور كالشعب الأردني تكون مسائل الخدمات العامة مرتبطة بمؤسسات الدولة الخدمية من وزارات مسؤولة عن الطرق والكهرباء والمياه وصحة وتعليم وتنمية اجتماعية وغيرها ، فهذه المؤسسات تقوم بتعين كوادر يفترض أنها مؤهلة من اشخاص بمكاتب تسمى مكاتب خدمة الجمهور .
ومع تطور وسائل الإتصال فإن هذه المكاتب تقوم باستقبال الشكاوي وتدوينها من المواطنين ويفترض أن تقوم على حلها بمجرد تسجيل الشكوى صوتيا على الهاتف .
في كل صباح نستمع نحن الى هذه الفئة المحرومة من حقوقها ومن هذه الخدمات والتي تقدر بنسبة %90 من مكونات الشعب الأردني ،نستمع إلى اتصالاتهم مع هذه الإذاعات الأردنية وغير الأردنية والتي تقوم بنشر كم هائل من الدعايات والإعلانات لفئات الشعب الغير محرومة من هذه الخدمات والتي تستغل استماع الناس لهذه الاذاعات لتلبية إحتياجاتهم الخدمية .
والمتابع لهذه البرامج الإذاعية الصباحية والتي هي غاية كل مسكين وأمل كل محروم ومظلوم في هذا الوطن العجيب ، نجد أن صاحب الحظ السعيد هو الذي يتمكن من حجز خط الإتصال الهاتفي مع المذيع لأن مشاكله التي راجع فيها نفس المسؤولين عن هذه الوزارات والمؤسسات الخدمية والذين هم نفسهم لم يستقبلوه ولم يعملوا على حل مشكلاته قد حلت من خلال هذا المذيع .
واتعجب كثيرا من قوة هؤلاء المذيعين الذين يستقبلون الشكاوي الهاتفية وبنفس اللحظة يجرون اتصالات هاتفية وعلى الهواء مباشرة مع نفس هؤلاء المسؤولين من الوزراء والأمناء العامين ومدراء المؤسسات والذين يظهرون على الهواء مع المذيع بقمة الولاء والإنتماء والحرص العالي على تلبية حاجات المواطنين و بقمة الأدب والأخلاق العالية والصبر والمرونة .
علاوة على ذلك فهم فورا يتجاوبون مع المذيعين ويحلون مشاكل المتصلين التي مضى على وجودها اشهر بما فيها من معاناة اصحابها بالمراجعات والتوسطات ، كما ويشكر هؤلاء المسؤولون عن هذه الوزارات الخدمية المذيعين على اتصالاتهم ويعلنون أن مكاتبهم المغلقة اصلا على عامة الناس هي مفتوحة لكل الناس .
فقوة هؤلاء المذيعين لهذه الإذاعات تجاوزت الوزارات ورؤسائها الى القصر الملكي حيث صارت هناك اتصالات من سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه مع بعض هؤلاء المذيعين لحل بعض المشاكل التي يستطيع أي وزير مختص او حتى اي مدير بالوزارة على حلها.
ففي هذا الوطن العجيب تجد أن مذيعوا بعض هذه الإذاعات أقوى من رؤساء الوزارات

