حلا سامي المجالي تكتب "الشباب والاعلام الإلكتروني"
الخميس-2018-09-06 12:29 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم: حلا سامي المجالي .
لا شك أن العصر الذي نعيشه اليوم يسمى بعصر الاتّصال والمعلومات ، واصبح الإعلام الإلكتروني عاملاً مؤثراً في تحريك العقول والأجساد والاتجاهات والسلوكيات .
وتعتبر شريحة الأطفال والشباب والمراهقين الشريحة الأكبر التي تتأثر بوسائل الاتّصال الحديثة ، و هؤلاء يشكلون النسبة الكبرى في المجتمعات.
ومع انتشار وسائل الإعلام الجديدة، اصبح التأثير الإعلامي على قطاع الشباب واسعاً وبحاجة الى دراسة معمقة لرسالته ومحتواه ، حيث يشهد تكنولوجيا الإعلام والاتصالات ثورة مذهلة مما سيزيد من تأثير هذه الوسائل على الناس والحياة عموماً .
ان الثورة الرقمية المتعلقة بالإعلام ووسائطه الجديدة تعتبر المحرك الأساسي لكافة التحولات التي تمر خلال هذه الأيام ، والثقافة هي الحقل الأكبر استهدافاً وتجلية لتلك المتغيرات .وقد فرضت هذه الوسائل الجديدة -والتي تختلف عن الوسائل التقليدية والتي تمر بعدة خطوات لاقرارها ونشرها - تحديات كبيرة امام الشباب ، الامر الذي يتطلب تمكين الشباب وتهيئتهم للقيام بالمهام الموكولة اليهم وتحمل المسؤوليات التي تقع على كاهلهم وتنمية قدراتهم ومهاراتهم وبناء وعي كامل لديهم من كافة الجوانب .
كما أن التحدي للشباب امام الإعلام الجديد و حقول الاتّصال بفروعه المختلفة يتطلب ايضاً التصدي لكل محاولات العبث بأمننا واستقرارنا والتشكيك بمؤسساتنا الوطنية وزعزعة امننا السياسي والأقتصادي والاجتماعي، ومحاولة البعض لترسيخ ثقافة الاشاعة المغرضة والتي تؤدي الى (نخر عظم الدولة وتقويض اركانها ). ولا يتأتى ذلك إلّا ضمن استراتيجية وطنية شاملة تشترك فيها كافة مؤسسات الدولة دون استثناء ، تكون قادرة على خلق ثقافة شبابية جديدة تتماشى مع واقعنا الحالي وتؤطر لمستقبل شبابي قادر على مواجهة هذه التحديات السلبية ، وضرورة استقبال كل ما يتوافق مع إعمال العقل ( الحجة بالحجة والمنطق بالمنطق والبرهان بالبرهان) ،واستغلال كافة الجوانب الإيجابية فيها لتطوير العمل وتحسين ظروفه ، وألاّ يبقى الشباب حبيساً لذهنية تقليدية تقبل كل فكرة كما هو حالها دون تمحيص او تدقيق او تمييز .
وعلى الشباب أن يكون لهم المساهمات الإيجابية - وبمحض إرادتهم- عن كل رسالة او فكرة او خاطرة تدون من خلال وسائل التواصل الإجتماعي ، بحيث يتم تعظيم وتعزيز كل ما هو إيجابي ، ودحض كل ما هو سلبي . لنصل في نهاية المطاف الى فهم شامل للحقيقة وإدراك عميق للواقع والقدرة على التصدي لكل المحاولات العبثية ، والمحافظة على مسيرة العطاء والبناء.

