النسخة الكاملة

كونفدرالية مع مين ؟

الخميس-2018-09-06
جفرا نيوز - جفرا نيوز -  شحاده أبو بقر

قطعت كلمات جلالة الملك الثلاث " كونفدرالية مع مين " الشك باليقين , ووضعت حدا فاصلا للأقاويل والإشاعات , والأهم للإجتهادات غير الموفقة أيا كان مصدرها .

نعم , كونفدرالية مع مين , مع اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي قطع أوصال الضفة الغربية إربا إربا وحولها إلى جزر صغيرة معزولة محاطة بقلاع من المستعمرات اليهودية وإغتصب منها درتها القدس عاصمة موحدة وأبدية لكيانه القومي يهوديا , ثم يتحدث عما يسميه سلاما ! .

نعم , كونفدرالية مع مين ! , مع سلطة فلسطينية لا حول لها ولا قوة بعد إذ خدعت نفسها قبل غيرها بما سمي إتفاق أوسلو الذي لم يبق منه سوى حبره , بعد أن حوله اليمين الإسرائيلي الغاصب إلى إتفاق جعل من السلطة حاميا لكيانه عبر تنسيق أمني منتظم شهريا حتى مع المستوى الأعلى في السلطة , بينما تتم محاصرة الرافضين أهلنا في قطاع غزة في لقمة عيشهم وسائر متطلبات الحياة كما لو كانوا هم العدو والخصم , ولا حول ولا قوة إلا بالله .

جلالة الملك .. صبرنا حتى الآن نحن وأشقاؤنا الفلسطينيون الذين يشطب اليوم حقهم الأبلج في وطنهم , سبعين عاما , ولا يضيرنا أن نصبر سبعين أخرى وأكثر , ونرفض أن ننزلق لا قدر الله في حلول مذلة لا تضمن قيام الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على الأرض المحتلة عام 1967 كاملة غير منقوصة , وعندها فلكل حادث حديث .

جلالة الملك .. أعيد اليوم قولها وقد قلتها في مقال قبل أزيد من خمسة عشر عاما , فكما الأردن نعمة للشعب الفلسطيني الشقيق , فهم أيضا نعمة للأردن , وعلينا جميعا أن نعيش معا أخوة متحابين حقا لا نفاقا إلى أن يفرجها الله علينا بزوال الإحتلال الغاشم عن أرض فلسطين وهو زائل لا محالة مهم طالت الأيام والسنون .

فقط مطلوب منا أن نرتب بيتنا ونصلح حالنا وأحوالنا بشجاعة قوامها التشاور والتعاون والإخلاص للأردن الذي ما ضن ولا تنكر يوما لأحد , وأن نرى في المعارض قبل الموالي , قوة للوطن , وأن نسمع رأيه , ونشرك الجميع في صناعة القرار وتحمل مسؤوليات إصلاح الوطن والمسيرة ومواجهة التحديات مهما كانت , ولقد فعلنا الكثير من قبل على هذا الصعيد .

مرة أخرى الصراحة والمكاشفة راحة للجميع , وإذا ما تشابكت أيدينا جميعا مع الأردن الوطن , وإتخذنا قرارات وطنية إستثنائية لا غموض فيها في هذا الظرف الإستثنائي الذي نواجه ومنذ سنوات , فنحن قادرون بعون الله ثم بهمة شعب فقير ليس بينه غادر أو متخاذل أو كاره للوطن لا قدر الله ,على أن نتجاوز المحنة ونمتلك كل سيادتنا على قرارنا فنرفض ما يعاند مصالحنا ونفرض ما يلبيها ! .

قبل أن أغادر , الشعب في أي قطر في هذا العالم هو ليس مصدر السلطة وحسب , بل هو الحامي بعد الله , والسد المنيع الذي يستحيل أن ينهار هو أو بلده ودولته , متى كان هذا الشعب راضيا مرتاحا ومكتفيا في ظل عدل ومساواة ليس بين ثناياها شللية أو محسوبية أو فساد أو جهوية أوإقليمية أو نفاق رخيص أو إقصاء أوتهميش , وتلك معادلة مركبة لا يقدر على بنائها سوى السياسيين الحقيقيين ذوي الخبرة الموثوقين بين أوساط شعوبهم عندما توسد الأمور لهم للنهوض بأوطانهم ومداواة جروحها ومداراة عوراتها أنى وجدت . عاش الأردن حرا أبيا , وعاشت فلسطين حرة أبية . والله من وراء القصد هو نعم المولى ونعم النصير .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير