صكوك الغفران
السبت-2018-08-18 06:28 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - الكاتبة يارا وليد الغزاوي
أصبح البعض في وطني (يتعمد قاصدا ) ونحن في أمس الحاجة إلى التماسك والتعاضد ورص الصفوف كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ؛ وذلك في أصعب الظروف التي يمر بها الوطن من كافة النواحي وعلى مختلف الأصعدة؛ فأن يتعمد الإساءة لبعض علماء المسلمين ونعتهم بالإرهابيين بإساءة واضحة مدسوس بها السم ، تنبعث منها رائحة الكراهية النتنة للإسلام دين المحبة والرحمة؛ دين التآخي والسلام، دين محمد الذي بشر به عيسى عليه السلام.
فمنذ متى ولله وكلاء على الأرض، يمنحون صكوك الغفران للبعض، ويمنعونها عن البعض الآخر، وكأننا في العصور الوسطى «عصور الظلام
كمية الأحكام الجائرة في نظرتنا للآخر، إذا ما تم وضعها تحت المجهر ؛ تظهر لنا بصورة جلية وواضحة حجم الكراهية والعنف والتحريض الذي يصنعه البعض بيننا وفي مجتمعنا؛ وذلك نتيجة لحقد دفين وجديد من نوعه في عدم قدرتنا على تقبل الطرف الآخر كشريك لنا في ذلك المجتمع .
كما أن تلك المقولة السائدة بأن «الاختلاف لا يُفسد للود قضية» ما هي إلا مجرد كلام على ورق، ومن ورق هش تذروه الرياح أينما تشاء، لنجد أن تلك المقولة لا تربطها بالحقيقة أي صفة كانت؛ ولا تمت لمجتمعنا الذي نحت فيه آباءانا وأجدادنا أنبل قيم التسامح والسلام والمحبة والتآخي و التي كانت تتجلى في أجمل صورها في مجتمع أخوي لا يفرق بين مسلم ومسيحي ولا بين راهب أو شيخ دين . حيث كان يخلو من الحقد والتحريض على الآخر .
متى سنتوقف بالله عليكم في الحكم على الآخرين؟ وندع الخلق للخالق، وندرك أنْ توزيع الجنة والنّار هو خاص بالله سبحانه وتعالى، وأنّ الدّخول في حكم الله هو تألٍّ عليه عز وجل.
إن اكثر ما يتفنن به المواطن الأردني هذه الأيام هو الحكم الجائر والظالم على الآخرين ، فما أنْ يحدث ما هو خارج عن المألوف في مجتمعنا ، من عمل إرهابي دنيئ لا يمت للأديان السماوية بصلة وخاصة الاسلام لأني في خضم الدفاع عن هذا الدين الذي أصبح مطية للآخرين؛ وذلك من قبل ثلة ضالة من الخوارج من مختلف الأديان.
حتى نبدأ في تكفير الطرف الآخر ؛ وسحب مفاتيح الجنة منه ، هذا لأننا نصبنا أنفسنا خلفاء لله على الأرض، وما أكثر خلفاء الله على ثرى وطني ، الذين يظنون أن الله خلقهم منزهين عن الخطأ مُباركة خطواتهم، لا يخطئون ولا يجهلون!
لا تعبثوا أحلفكم بالله بوحدتنا الوطنية دعونا نعيش بسلام أخوة متحابين منذ الأزل نحتنا في الصخر قبل القلم وما زلنا أعظم وحدة فى التاريخ المعاصر.

