بإنتظار الملك ! .
الخميس-2018-07-30

جفرا نيوز -
بقلم : شحاده أبو بقر
نعم , لدينا حكومة يظلم حظه من قد يقول أنها ليست جيدة مع أنني شخصيا وحتى لو قالوا أنني " من زمن متخلف " ,كنت أتمنى لو كانت أكثر رشاقة من حيث العدد وسياسية بطابع ملحوظ بإمتياز , لإيماني بأن السياسيين الحقيقيين هم من يصنعون مجد أوطانهم , وهم من يقودونها نحو الرفعة والتقدم سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا , وتلك قاعدة معمول بها في سائر دول الأرض ذات الديمقراطيات العريقة . وللإنصاف فلا تخلو حكومة الدكتور الرزاز من مجموعة جيدة من السياسيين المعروفين شبابا ومجربين .
لا علينا ليس هذا هو موضوع مقالي , وإنما هو إنتظارنا جميعا عودة جلالة الملك سالما غانما بإذن الله , خاصة وقد فاض فضاؤنا الأردني بالإشاعات المغرضة التي قد تنطلي على الكثيرين من العامة في زمن إقليمي حرج دقيق وحساس . وهي معلومات مغرضة موجهة سبق لوزير في الحكومة السابقة القول في أمسية رمضانية بمنزل سفير دولة عربية شقيقة كبرى محترمة , أن 49 بالمائة من تلك الإشاعات تأتي من دولة عربية , وأن هناك رجال مخابرات يجلسون خلف مكاتبهم ويفبركون تلك الإشاعات بحق الأردن . كان ذلك في رمضان وقبيل تفجر إعتصامات الدوار الرابع بيومين أوثلاثة ربما ! .
اليوم يشتد زخم تلك الإشاعات ويدخل على خطها كثيرون من خارج الحدود ينضم إليهم باحث " إسرائيلي " بدرجة دكتور لا يتردد في القول بأن مصادر معلوماته هي المؤسسة الأمنية الإسرائيلية . وهو يفضي بإشاعات عن قضية الدخان ويتهم يمينا وشمالا وعن ما يسمى بصفقة القرن ويطلق على الأردن وصف الأردن الجديد! , لا بل ويذهب كل مذهب في الإساءة والتشكيك وأكثر من ذلك يزعم أنه كان في زيارة صرح علمي في عمان قبل عدة أيام وتناول الغداء مع أصدقاء في أحد مطاعم العاصمة .
وبالرغم من نفي الصرح العلمي المعني نبأ الزيارة جملة وتفصيلا , إلا أن الناس تقرأ وتتابع ما يقول هذا الشخص وسواه وتحتار هل تصدق أم تكذب ما يقال من إشاعات !
شخصيا أشكك في كل ما يقوله هو وكثيرون غيره , وأستغرب أنه كان ولا أدري هل ما زال , كثير الظهور محللا على فضائية عربية مشهورة ! .
إقليمنا ملبد تماما بغيوم صفقة القرن وبالترتيبات الجارية حيال حرب سورية واللاجئين والناتو الجديد المقترح ومخاطر إيران ومخططاتها وإسرائيل ومخططاتها , وبلدنا غارق في قضية الدخان التي تفجرت بوجه حكومتنا حتى قبيل حصولها على ثقة البرلمان ! , ولا حول ولا قوة إلا بالله .
كل هذا وغيره كثير يضع شعبنا في " دوامة " تحليل وتفكير وتكذيب وتصديق خاصة وأن مطلقي الإشاعات دهاة يأخذوننا إلى الخوف والحيرة رغما عنا .
بصراحة , لا شيء يبدد حيرتنا كبشر من دم ولحم تفعل الإشاعات الهدامة فعلها الخبيث فينا وفي بلدنا , غير أن نرى جلالة الملك معنا وبيننا سالما غانما يبعث الطمأنينة في نفوسنا , حتى ونحن نعرف أن جلالته في إجازته السنوية المعتادة , والتي لا بد يخالطها لقاءات هنا أو هناك وفقا لما يجري في الولايات المتحدة بشأن الشرق الأوسط ومنطقتنا وصفقة القرن التي قال وزير خارجيتنا إنهم لم يطلعونا على تفاصيلها بعد .
جلالة الملك : كلنا بإنتظارك وعلى أحر من الجمر , فلقد أعمانا طوفان الإشاعات والتكهنات والأكاذيب والفبركات عن رؤية أي شيء آخر , وصدقني أن مجالسنا وأحاديثنا في مناسباتنا نحن الشعب , غدت نهبا لكل ما سبق .
جلالة الملك : عد إلى وطنك وشعبك سالما بعون الله , ونحن جميعا معك , على الخير والشر معك , وكما نقول في أدبياتنا الشعبية " أللي يقع من السماء تتلقاه الأرض " , فليكن ما يكن , وما دام شعبك معك حريصا على وطنه , المملكة الأردنية الهاشمية , بهويتها الوطنية ونظامها السياسي التاريخي , فالله سبحانه لا شك معنا وليس لقوة على وجه الأرض أن ترغمنا بالتخلي عن وطننا ووجودنا وثوابتنا أحرارا كراما على أرض آبائنا وأجدادنا الغر الميامين . فنحن أثبت من كل من يريد إقتلاعنا لا قدر الله , ومملكتنا التي بنيناها بدمائنا دونها الأرواح حقا لا كذبا ولا رياء , وأشقاؤنا حلفاؤنا الحقيقيون في السعودية ودول الخليج قاطبة وفلسطين ومصر, لن يتخلوا عنا أبدا مهما تقول عليهم وظلمهم المتقولون الظالمون التقليديون , ومهما حاولوا يائسين دق الأسافين بيننا , الله من وراء القصد .

