النسخة الكاملة

فخ الحدود

السبت-2018-06-30
جفرا نيوز - جفرا نيوز - وكما اعتدنا عندما نبحث في مستجدات المنطقة نعود إلى الوراء قليلا ومن ثم نرى ما طرأ على الساحة .. بدأت الأزمة السورية وألقت بظلالها من تعقيدات وتشابك في الملف الخاص بها على استقرار المنطقة ، لتخلق تخوفا عميقا من خارج الاقليم فضعفت مع هذه المخاوف قطاعات السياحة والاستثمار ، ولأن الأزمة تأتي كأحجار الدومينو الحجر يتلو الحجر في السقوط فضعف اقتصاد الدول المجاورة وكانت الحصة الكبرى من نصيب الأردن ، فإغلاق الحدود أرهق حركة النمو الاقتصادي وبدأت من تجار الرمثا وبحارتها إلى الاقتصاد الوطني بالكامل .. وكواجب نابع من حسن الجوار والأخوة العربية وباسم الانسانية ومن واجب ديني فتحت الأردن حدودها لتظل مستقبلة اللاجئين حتى شكلوا ما يزيد عن 20% من مجمل سكان الأردن ، حيث بلغت آخر احصائية للاجئين 1.3مليون لاجىء سوري على الأراضي الأردنية .. وبقيت الدول تستقبل والمساعدات تتضاءل بالتوازي مع انشاء المخيمات وتوزيع المهام والوحدات وتأمين اخوتنا المنكوبين ضمن خطة الاستجابة .. وبسبب العبء الذي تحملته الدولة ، وكثافة الضغوط التي يتلقاها حراس الحدود من مراقبة ومتابعة دؤوبة ليلا نهارا ، ونتاج شح الموارد وشبه انقطاع المساعدات المتوجب على المجتمع الدولي تقديمها بيد أنه تخلى عن واجباته تجاهها ، وجراء عدة حوادث حدثت على الشريط الحدودي تسببت بخسارة جنود ساهرين على أمن الوطن ، تم إغلاق الحدود .. وقبل عدة أشهر ، تم الحديث والاتفاق على أسس انشاء مناطق آمنة بتعاون روسي أمريكي أردني ، إلا أن الدارس للأزمة سيعلم أن جدية الجانب الأمريكي في حل ما يحدث في سوريا لا تتعدى الخطابات .. وفي الوقت الراهن نجد ضغوطاً تمارس على الأردن من عدة جبهات واتجاهات ، تارة من أجل صفقة القرن ، وتارة أخرى المساعدات المشروطة وإلا توقفها ، والحدود السورية وخطرها ، والحدود العراقية وخطرها ، وهذه التحديات والضغوط تصب على المواطن وحياته وخدماته وأمنه .. واليوم يتم دغدغة الجانب الأردني باسم الانسانية لفتح الحدود ، وهذا حق أريد به باطل ، فمن يتحدث باسم الانسانية من منظمات ودول عظمى ودول ثرية هي الأولى بالمساعدة منا ، فنحن الدولة التي تنفق أموالا طائلة لدواع أمنية وعسكرية وفي حال أعيدت الحدود لحالة العبور والمرور فإننا سنغرق مع الغريق لا ولن نستطيع إنقاذه وإنقاذ أنفسنا ، فالمعركة في الجنوب السوري باتت طاحنة وعلى أشدها وتزايد أعداد التنظيمات التي وصل المعلن منها ل105 تنظيمات يجعل فرصة سلامة حدودنا ضئيلة ، فما الذي يضمن حقا عدم تغلغل العناصر الإرهابية بين صفوف اللاجئين .. هذا كله يصب في دائرة واحدة زعزعة أمن الأردن ، فقد جربوا فكرة الحكومة المبرمجة بقوانينها وقراراتها الخانقة للمواطن ، وشاهدوا نفس المواطن المتأذي من الحكومة الذي يقف إلى جانب رجل الدرك مصافحا إياه ، واليوم الورقة الجديدة لتحريك الصفقة الملعونة إدخال اللاجئين .. #روشان_الكايد
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير