بين المطرقة الخارجية والوعي المحلي
الأحد-2018-06-24 05:05 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - د/ فايز بصبوص الدوايمة
منذ نهاية الحراك الشبابي المدني والشعبي والذي أطاح بحكومة الملقي وادى الى تحولات بطيئة على الصعيد المحلي وانا اراقب النتائج المباشرة وغير المباشرة التي انعكست على توجهات الراي العام والتي انحصرت وتمحورت حول شخوص التشكيل الحكومي وابتعدت كليا عن شعاراتها بتغير النهج الحكومي وركزت على الشخصنة دون الانتظار لما صرح به رئيس الوزراء بأن أسس التشكيل الحكومي يقوم على تنفيذ شعار الحكومة بنهج جديد محوره الشفافية والحوار المجتمعي والمؤسساتي عندما يتعلق الامر بالقوانين والتشريعات والإجراءات الحكومية فرغم الملاحظات التي وردت على ان بقاء عدد من وزراء الحكومة السابقة في هذه الحكومة يعني انها لن تستطيع الخروج من مرتكزات التي انتهجها الملقي.
ان هذا كله يضع علامة استفهام مبررة حول أسباب غياب الحراك الدبلوماسي الخارجي على الراي العام رغم خطورة المرحلة وكثافة الهجوم الدبلوماسي التي تعرض لها الأردن و والقائمة على ضغوط هائل من اجل تمرير صفقة القرن اردنيا والعمل مع الأردن من اجل التواصل الغير مباشر مع السلطة الفلسطينية التي ترفض اي حوار او مبادرة أمريكية قبل التراجع عن سحب الاعتراض في القدس كعاصمة لدولة الاحتلال ان هذا الغياب او التغيب في هذه المرحلة الخطيرة جدا جعل تسائلنا اكثر الحاحا" فرغم التماهي الشعبي مع القرارات الحاسمة لجلالة الملك فيما يخص الوضع الداخلي واطمئنانه على ثوابت السياسية الخارجية الأردنية من خلال تكرار جلالته امام كل النفوذ والاتصالات الخارجية بأن حل الدولتين والوصاية الهاشمية وحق العودة هي ثوابت لا يمكن ان تكون جزء من أي حوار، لكن اللافت في كل ما تقدم ان هذا الحراك الدبلوماسي بقيت نتائجه المباشرة مبهمة وغير واضحة العيان رغم ان النظام السياسي الأردني وخلال تشكيل الحكومة العتيدة ركز على ان الشفافية هي الخلاص من التحشيد والتظاهر وهي المنفذ الوحيد الذي يؤهل الشعب الأردني لمواجهة مؤامرة القرن وتبعيتها والتي بدأت تتضح من خلال المؤشرات التالية:
أولا: التصعيد السوري ضد المجموعات المسلحة في جنوب شرق سورية ثانيا :الهجوم الدبلوماسي الأمريكي من خلال الزيارات الأخيرة للمنطقة
ثالثا: ما بدأ يطرح في الاواسط الإعلامية والسياسي حول معناة الفلسطيني في غزة
رابعا: القرار الأمريكي غير المباشر بأسقاط السلطة الفلسطينية برموزها الحالية واستبدالها بطرف فلسطيني على استعداد لدخول في صفقة القرن ضمن المعايير الصهيونية والأمريكية والسعودية.
كل ذلك جعلني اتمهل في إحصاء النقاط التي تمخضت عن هذا المخاض السياسي ووضع سؤال ذو دلالات بعيدة حول تغييب الحكومة الجديدة عن هذا المخاض.
انني على قناعة مطلقة بأن كل المساعدات المالية والمعنوية التي حصل عليها الأردن نتيجة للحراك الوطني لم يشفع لهذا الحراك محلي المطالب من التوظيف الخارجي لافرازته ونتائجه السياسية والتي اعتبرته القوى الخارجية حراك يجب استغلاله استغلال سياسيا والضغط على الأردن من خلاله لتراجعه عن موقفه الداعم لسلطة الفلسطينية
ان الدبلوماسية الأردنية تنبهت بذكاء مطلق الى كل ذلك ولهذا كان الجواب دائما ان الحراك هو نتيجة لواقع اقتصادي ناجم عن الاستحقاقات التنموية والمادية التي تحملها الأردن كنتيجة مباشرة للجوء السوري وان عدم التزام الدول المانحة باستحقاقاتها المالية لتعامل مع موضوع اللجوء هو الذي أدى الى الرفض الشعبي لضغط على جيوبه كبديل عن الاستحقاقات الدولية ان اعتبار جيب المواطن بديلا لدول المانحة هو استهتار حقيقي في الأردن وشعبه وهذا بالضبط ما بينه جلالة الملك في كل لقاءته مؤكد ان ذلك لا يعني ان الشعب الأردني عنده حد ادنى من الاستعداد لتنازله عن ثوابته السياسية وخاصة في موضوع القدس بشقيه السيادي السياسي والوصاية التاريخية وارثها الحضاري .
ان هذا هو السبب الحقيقي لذهاب جلالة الملك للولايات المتحدة الأمريكية من اجل توضيح لصناع القرار هذا المعادلة البسيطة لتوجهات الرأي العام الأردني وان الأردن لا يقبل الفتات الناجم عن الموائد الضخمة للقوى الإقليمية والدولية وان والوحدة بين غزة والضفة وان م.ت.ف هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وان السلطة الفلسطينية هي المتمثلة في الرئيس محمود عباس هي المسؤول الأول والأخير عن الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وان محاولات اسقاط السلطة والبحث عن بديل ينم عن جهل سياسي وعدم فهم واقع القضية الفلسطينية وتعقيداتها.

