الرجل الذي يضع خصومه على حافة القلق ( باسم عوض الله)
Friday-2018-06-22 02:23 pm

جفرا نيوز -
جفرا نيوز- كتب: رياض منصور ..
يتهمه خصومه عبر روايات عدة لكنها لا تستند إلى أية معلومات موثقة ويلبسونه ثوبا أكبر من مقاسه، ويحمله البعض مسؤولية ملفات خارجية وداخلية أثقل بكثير من صلاحياته المقننة بحكم حساسية الموقع الذي كان فيه والذي لا يمنحه حرية الحركة بعيدا عن سلطة القصر.
باسم عوض الله رئيس الديوان الملكي الاسبق هو رجل مهام محددة.. هكذا كان في الماضي لذلك كان لا يميل للمناقشات العامة والموسعة، وكان ينصرف للتركيز على التفاصيل في قضايا محددة باعتباره شخصية جمعت بين الاقتصاد الحديث وريادة الحداثة السياسية.
رغم الحملة الممنهجة التي يتعرض لها وهي بطبيعة الحال لا مبررات لها الا ان الرجل صمد بصلابة حتى الآن فهو يضع الجميع على حافة القلق بمجرد ان تلتقط عدسات المصورين صورة له فظهور عوض الله يعتبر حدثا جدليا في الاردن وهو الجدل المفتعل الذي يحمل اهدافا غير مبررة.
لا احد يدري حتى الان سبب الارتباك الذي يعيشه البعض كلما برز اسم عوض الله رغم ان الرجل لم يخرج من موقعه بمعلولية لا متوسطة ولا جسمية وعليه يمكن القول ان الهجمة على عوض الله برموزها وأدواتها وتعبيراتها الخارجة عن اللياقة السياسية والمألوف لن تلحق ضررا كبيرا برجل اعتاد علي الجلوس داخل العواصف الاعتراضية و طورد في كل المواقع الرسمية التي شغلها.
النخب السياسية ما زالت تصر على موقفها السلبي من عوض الله دون ان تقدم دليلا واحدا يدين الرجل الذي تعرض حينما كان رئيسا للديوان الملكي لهجوم منظم يحمله مسؤولية توجهات الحكومة الاقتصادية رغم وجود رئيس وزراء وفريق وزاري يمتلكون الولاية العامة ويتحملون دستوريا وعمليا مسؤولية القرارات ما نفذ منها وما لم ينفذ.
في المشهد السياسي لا يوجد خلاف علي ان الاتهامات المبالغ فيها التي كيلت للرجل تجاوزت سقف المقبول والممكن ولكن استمرار الاتهامات يؤكد بأن الصراع ما زال مفتوحا بين الحرسين القديم والجديد وبين المحافظين والليبراليين وهو صرع مستمر رغم خروج عوض الله من الحياة العامة لكنه بقي وفيا لوطنه وله دور كبير في اسقطاب الاستثمارات من الخارج.
خروج الرجل من الديوان الملكي لم يوقف الحملة ضده رغم ان الملك استرسل في الاشادة بعوض الله ومزاياه الابداعية قبل قبول استقالته رسميا، واكد الملك بان عوض الله سيبقى قريبا في كل الاحوال وسيحظى بثقة القصر الملكي.
لقد كان عوض الله من اهم صناع القرار التنفيذي وسبق ان طارده نواب في البرلمان متسببين بخروجه من وزارة المالية بعد وزارة التخطيط، لكن احتفاظ الملك به في قصره لم يعفه من معارك واقاويل واتهامات طالته على مدار عدة اشهر الى ان استقال الرجل بعد ان تجاوزت الاتهامات الممنهجة الموجهة له كل الخطوط الحمراء.

