النسخة الكاملة

ديمقراطية الأردن ودكتاتورية البيت الأبيض الجديدة !

الثلاثاء-2017-12-26
جفرا نيوز - جفرا نيوز - بقلم : شحاده أبو بقر

بذات "المقياس الديمقراطي" الأميركي الذي يباهي به الرئيس الأميركي دونالد ترمب نهجا لبلاده ولإسرائيل التي تغنى بديمقراطيتها حتى وهي تحتل أرض غيرها ! عندما برر قراره الكارثة بأنه قرار سابق للكونجرس , فقد إلتزم جلالة الملك عبد الله الثاني بقرار شعبه كاملا عندما وقف ويقف ضد هذا القرار الظالم ! .

لا شك في أن سفارة واشنطن في عمان تقرأ وتشهد وتسمع كل طالع شمس أردنية , الموقف الأردني الموحد شعبيا وبرلمانيا ضد ذلك القرار , وإذا ما كانوا يطالبون العرب يوميا ونحن منهم بإتخاذ الديمقراطية نهجا , فلماذا يعتبون أو حتى يغضبون عندما تجسد قيادتنا وحكومتنا هذا النهج الديمقراطي في الإستجابة لإرادة الشعب والبرلمان رفضا لقرارهم الظالم , أم أن الديمقراطية تعني بالنسبة لهم القبول دونما نقاش بما يريدون هم وحدهم ! .

ثم , ما رأي الرئيس والكونجرس الأميركيين بالتصويت الذي أجراه العالم حول قرارهم في مجلس الأمن أولا , عندما حصلوا على صوتهم وحدهم !, مقابل أربعة عشر صوتا هي مجموع أصوات المجلس , فأين ديمقراطيتهم هنا وهم يريدون لمجلس الأمن أن يصوت لقرارهم الذي حاز صوتا واحدا هو صوتهم وحدهم ! ! , وماذا عن نتيجة التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة أي " العالم كله " عندما حصل قرارهم على سبعة أصوات فقط لدول تعتاش منهم إلى جانب صوتهم وصوت ربيبتهم إسرائيل , بينما صوتت مائة وثمان وعشرون دولة هم ساكنوا الكوكب ضدهم , فأين هي ديمقراطيتهم التي بها يتباهون ! وهل العالم كله ظالم مخطيء متجن على ربيبتهم أم هم وحدهم من يتلذذون بعذاب شعب أعزل منذ عقود.

لو كانوا ديمقراطيين حقا , لعرفوا الوزن الدولي الذي إنحدرت إليه بلادهم بعد ذلك القرار الكارثة عليهم قبل غيرهم , فلم يعد غريبا على إدارتهم أن تخرج علينا ذات صباح بتغيير أسماء الدول ونقل شعوب مكان شعوب مثلا . فنحن من تتهموننا بالكتاتورية , مارسنا الديمقراطية على أصولها , وأنتم في المقابل مارستم مجددا الدكتاتورية على أصولها كشأنكم دوما , وها نحن اليوم قد فهمنا سر حبكم وتشبثكم بإسرائيل دون دول الارض .. إنها الدكتاتورية التي تخصكم وحدكم دون خلق الله المنصفين !
عليكم بعد كل ما جرى , الإقرار بديمقراطية عمان وبدكتاتورية واشنطن في المقابل , إلا إذا كان عندكم مفهومان للديمقراطية , واحد يخصكم وحدكم , وآخر يخص سواكم من شعوب الأرض أنتم وإسرائيل . الله من وراء القصد .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير