إستراتجيات وتحديات الأردن
الخميس-2017-12-23

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - د.أيمن ابو رمـان
أن الموقف الأردني الرافض للإملاءات الأمريكيه والعربية والذي يدعم عروبة القدس المحتله و مقدساتها يجب أن يتطور وكرد فعل على الغطرسة الأمريكية والخليجية، وذلك من خلال السعي الى تحالفات جديدة مع محور المقاومة، و تقوية روابط التعاون مع تركيا التى تحترم الهُوية الهاشميّة و دلالاتها في الوصاية على المسجد الاقصى، و الانفتاح شرقاً نحو( إيران و العراق )، و شمالاً (روسيا و سوريا ).
ورد الفعل لا يكون إلا من خلال وضع إستراتيجيات جديدة للأردن في الوطن العربي والمنطقة، إذ يجب أن تأخذ منحى جديد من خلال ما يقرأ على أرض الواقع، حيث بدأت قواعد اللعبة السياسية تتغير سواء كأن بسبب الجهل السياسي لدى بعض الدول أو بسبب تآمرها على الأردن وفلسطين، حيث أن ظهور محاور سياسية جديدة تقودها روسيا قد بدأت تعيد رسم معادلات القوة وفق التغييرات الإستراتيجية، و يجب على الأردن التوجهة لذلك المحور وخصوصاً المحور التركي الرافض إلى تفتيت الأمة العربيه، و هدم أعمدت المقاوِمة للأحتلال الصهيوني.
ونشير هنا بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سوف يعيد فتح قنوات الاتّصال مع سوريا بعد هزيمة الدول المتآمرة عليها، فهل الدول العربية التي تآمرت اكثر قوة و فهماً من فرنسا، وللتذكير فقط أن تلك الدول هي التي قادت الحرب في سوريا، وكان لها دور كبير في دعم المعارضة السورية مالياً و سياسياً و عسكرياً، ومن الصعب تجاهلها أو نسيانها، ولا بد لنا من التذكير ايضاً إن الأردن كان دائماً يرفض التدخل في شؤون الدول الداخلية رغم المغريات المادية الكبيرة.
وما على السياسة الأردنية الآن إلا أن تعيد التفكير جلياً في خطأ المشروع الأمريكي في سوريا و باقي دول المنطقة، والذي خلف وراءه البغضاء و التهميش والعجرفة خصوصاً من بعض دول الخليج التي تشكك في حماية الأردن للأماكن المقدسة في فلسطين المحتلة، إلى أن وصل الأمر بالتهديد بقطع المعونات و المساعدات أو الرضوخ لمطالبهم المتمثّلة بمقاطعة القمة الإسلامية في إسطنبول أو حتى تخفيض تمثيلة فيها، و قد حان الوقت لتصحيح هذا الخطأ بشكل جذري، إبتداءً من موقف الأردن القوي في ألجمعيه العامة للأمم المتحدة لصالح قرار يدين مشروع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تهويد القدس المحتله رغم ما قد يعرضه إلى إتخاذ اجراءات انتقامية وعدائية منة إلا أن الأردن سيصمد كما صمد جيشة على أسوار القدس الشّريف وسيبقى شوكة في حلق أعداء الأمة الإسلامية. ونختم هنا القول بأن الأردن رفض أن يبيع كرامته الوطنية مقابل المساومات و الاغراءات المادية، و هذا يتطلب من الشعب أن يقف و يلتف حول الدولة الأردنية لتعزيز موقفة وصموده لمواجهة هذه التحديات .

