النائب السابق البطاينه ٠٠٠( موضوعاً كثر الحديث عنه !!)
السبت-2017-12-22 11:17 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - المهندس سليم البطاينة
مصطلحاً ازداد حديث الأردنيين عنه وبهذا الوقت تحديدا نظراً لما يواجهنا من تحديات خارجية وداخلية يجب التصدي لها ، فالاردن هو انموذجاً للدولة الإقليمية الصغيرة التي تعيش في محاور بؤر صراع حتم عليها موقعها الجغرافي هذا العيش بحيث تقاذفتها الأحداث من كل الجوانب وزادتها الأزمات اكتظاظاً ، فقفز عدد السكان قفزات هائلة وغير طبيعية لا تتناسب وحقيقة وضعنا الداخلي من شُح للموارد وتردياً للاوضاع المعيشية للمواطنين وازمة اللاجئين والبطالة التي وصلت لدرجة الخطورة ، حيث أصبحنا من اكثر الدول ثأثراً بالتحديات من حولنا ٠
كلمة ( النخب ) اصبح مصطلحاً سيّء السمعة في اذهان الأردنيين ، حيث يراها الغالبية انها نخب تراجيدية مملة ويعاد تدويرها في ظل مملكة يشكل شبابها ( ٧٠٪) من نسيجها !!!! والبعض يصفها عاجزة وتعاني من افلاس وغياب في الرؤيا وانعداماً في مصداقيتها ، وبات ضرورياً ان يكون هنالك تحديث سياسي لتلك النخب والاسهام في فهم وتفسير ميكانيزمات السلطة السياسية داخل النسق السياسي الأردني !!! فداخل هذا النسق ومنذ سنين مضت فئة تحتكر اهم المراكز السياسية والاقتصادية وبصفتها ظاهرة مركبة ذات ابعاد ( سوسيوسياسية) وأصبح لها تجذر قوي ومنيع يصعب اختراقه أو تفكيكه حتى؟؟ فمعظم النخب الحالية تنشد أنشودة واحدة متناغمة دون الحاجة لقائد اوركسترا !!! اذ ان ادراكهم لمصالحهم الشخصية المشتركة فيما بينهم يدفعهم للعمل في سبيل الحفاظ على وجودهم ونفوذهم ٠
الاردنيين يتمنون ان تكون النخب لديهم متفهمة ومتبينة لمطالبهم وحاملة همومهم ومشاكلهم ، فالمعطى التاريخي يقول وبكل صراحة ان السلطة لا يمكن ان يمارسها الجميع ولا بد من وجود مجموعة صغيرة تقوم بإدارة شؤون المجتمع ، فالعالم لم يتقدم ولَم ينهض في مجالات الحياة بجميع مقوماتها الا بوجود نخب اكثر مهارة وبراعة في العلم والفكر والفن والإدارة والتخطيط ، وكانت بمثابة القاطرة التي تجر بقية عربات المجتمع نحو الامام ، ولذا قد يكون من الطبيعي ان يقال ان النخب هي التي تصنع التاريخ ولها الدور في انتاج استراتيجيات الاستقرار السياسي ، فالمصطلح هو دلالة لفظية يقوم على معيار امتلاك قوة الثأثير والنفوذ ٠
فمسئلة تجديد النخب اصبح مسئلة مهمة للغاية داخل المجتمع الأردني رغم ان النخب الحالية لا تشكل اَي تهديد للدولة ، لكننا باشد الحاجة الى تطوير خطاب سياسي جديد ، فجميع النظريات السياسية العالمية المتطورة توئكد على التحديث السياسي بين فترة واُخرى وابراز نخب جديدة تكون قادرة على صناعة كيان سياسي ومجتمعي تشاركي يدعم المشاركة السياسية لجميع أفراد وفئات المجتمع داخل إطار الدولة بصورة موسعة ، ولا بد ان نميز جيداً بين التحديث السياسي والتنمية السياسية والنمو السياسي والتي غالباً ما تستخدم كمرادفات٠

