النسخة الكاملة

بالزيت المغشوش وبغيره يشتتون انتباهنا ..

الأربعاء-2017-12-13 11:47 am
جفرا نيوز - جفرا نيوز - ابراهيم عبدالمجيد القيسي بالهمة الاعلامية الارتجالية وبالنفس القصير وبالسطحية نواجه الجريمة الأخطر بحق الأردن وفلسطين والعرب، ومنذ الأربعاء ووسائل الاعلام منهمكة في "عد الضيوف" بينما المذيعون هم Hنفسهم: ذات الرداء وذات الأسئلة والملامح والتعبيرات والمصطلحات، وكأن المتابع حجر ولا يملك "ريموت كنترول، أو يعرف انترنت"! هذا جانب من أدائنا الاعلامي في مواجهة أخطر القرارات الوجودية بالنسبة للأردن اولا ولفلسطين ثانيا، ولم يتمكن أحد من اللحاق بمستوى طرح الملك عبدالله الثاني أو حتى طرح الحكومة الذي يقوده وزير الخارجية.. ليس هذا فقط.. الصحفي وكاتب الرأي الذي يملك رأيا وطنيا ويتمتع بمقدرة على التحليل والاستشعار، ولا يمكنه أن يكتب في أي موضوع لا يلتقي والهم الأردني الجديد المتمثل بهذا التحدي النوعي، الذي سينجم عن قرار ترامب العنصري بحق القدس وفلسطين والأردن والأمتين العربية والاسلامية، ويعصف بمنظمات المجتمع الدولي وصلاحياتها وقوانينها، لذلك وإذ أذكر بأن جميع الزملاء أفضل مني، فكثير من القضايا المحلية تحتاج أن نكتب فيها، لا سيما وأن لدينا معلومات عنها لا تقبل تأجيلا لو كان الوضع العام يقبل تشتيت الانتباه الى قضايا محلية وغيرها، لكنني فوجئت ببعض القرارات التي يتخذها مسؤولون ولجان في مثل هذا التوقيت وفي غمرة هذا الانشغال الوطني العام بقضيتنا المصيرية وهي "الأردن" ومستقبله بعد قرار ترمب العدواني الاستعماري، ومن المعروف أن في الظروف المشابهة تقوم الدول بالتحول "دستوريا" الى حالة الطوارىء، وذلك حين تتعرض الدولة لتهديدات عسكرية أو ما هو بحجم خطرها، وأعتقد بأن تهويد القدس وتهويد فلسطين بعد عروبة واسلام هو خطر "وجودي"محدق بالاردن وبمستقبله، يرتقي الى حالة الحرب العسكرية وربما يزيد بسبب شدة خبثه ودهائه وتوقيته الأسوأ.. صدرت قرارات عن لجان تابعة لمجلس التعليم العالي بخصوص تغيير رؤساء بعض الجامعات، وهو موضوع لدي في كثير لأقوله، لكن الالتزام بالجبهة الداخلية وبالقضية الأهم يحول دون أن نكتب الآن، لكن كل هذا لم يمنع صدور القرار في سلوك يشبه "التسلل" بعيدا عن الاعلام والاهتمام ليثير جدلا رغم اتباعه بفزعات وعنتريات يمكن أن توصف بغير هذا لولا التزام الناس والاعلام بالحدث الأكبر. ومثله نقول عن تسريب أسماء بعض المجرمين الذين يقومون بغش زيت الزيتون، وهي قضية كانت ذات اولوية بالنسبة لي لكتابتها في هذه الزاوية، حيث تتوافر لدي معلومات عن مطاعم تضع زيتا يفعل فعل السم بالزبائن، من أجل توفير 10 فلسات هي ثمن ملعقة من زيت الزيتون الأصلي النظيف، بينما يسرقون مئات الدنانير من الزبون عن مثل هذه الوجبات الملوثة المسمومة، لكن الوضع لا يسمح بالكتابة والتوسع وجذب اهتمام الناس لقضايا محلية، بينما التحدي الأخطر يتصاعد من حولنا ونحتاج لمواجهته أن نوحد صفنا الداخلي على وقع الحدث والإجراء الذي تقوم به الدولة الأردنية، والذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني على الصعيد العالمي، ويتصدر المواجهة ضد تمرير قرار أمريكا وجرائم الدولة الصهيونية المحتلة.
الغش والتسلل جريمتان، كما أن جريمة الغش في الزيت هي جريمة اقتصادية يجب تحويلها الى أمن الدولة، ونلفت إلى أن استغلال الانشغال الاعلامي لتسريب قرارات جدلية موضوع جدير بالمراجعة من قبل الحكومة، التي تبلي حسنا إذ تنوء بنفسها عن ارباك صانع القرار وعن اشغال الناس بقضايا جانبية مقارنة بالتحدي القائم المتصاعد مع كل ساعة، حيث يجب أن يلتزم جميع أعضاء فريقها الوزاري بهذا الأداء، فاللجوء الى الوقت وحساسية الظرف لتمرير قرارات، سينعكس سلبا على الشارع وعلى المساعي الأردنية في مواجهة التحدي المذكور، وربما ينعكس أكثر ليتزايد الاهتمام الشعبي به وندخل في احتجاجات شعبية ونخبوية أخرى، ليس من الحكمة ولا المصلحة العامة أن تثار الآن..
الأردن في مواجهة نوعية ومصيرية، تتعلق بمستقبله، ويبدو معها الهم الاقتصادي والاجتماعي وكل الهموم ليست ذات أولوية، وهذا ما يجب ان نفهمه جميعا في هذه البلاد الصابرة، لا سيما وأن التاريخ أثبت لنا بأننا نقف وحدنا لمواجهة كثير من الاستحقاقات المحلية والخارجية، وهي التي أدت اساسا لاستفحال ازماتنا المتناسلة..
فهل نحن ندرك حقا خطورة وحساسية ما نواجه هذه الأيام في رزنامة الصبر الأردني المستحيل؟!.. لا تشتتوا انتباه الدولة والناس الى قضايا محلية جانبية والتزموا بإيقاع تحرك الدولة والشارع ..أو استرخوا حتى يقوم الرجال بعملهم ويعودوا من الجبهة الجديدة مؤزرين بالنصر، عندها ستطرح المواضيع المحلية الداخلية بلا تحفظات.  
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير