النائب السابق البطاينه يكتب : ( وداعاً زهرة المدائن )
الخميس-2017-12-07 09:12 am

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - النائب السابق المهندس سليم البطاينة
بداية القصة عندما سمعنا عن ما يسمى صفقة القرن القادمة ومباركة وموافقات عربية لم نكن نتوقعها في يوم من الأيام ، والتي يقال ان فريق التفاوض الامريكي أعدها وهو استثناء القدس من أية حلول مقترحة سابقاً ، وشاهدنا وامام اعيننا التصاعد الهستيري لأنشطة الاستيطان التهويدية في القدس ، والتطهير العرقي للتجمعات السكانية الفلسطينية في منطقة ما يسمى ( E1 ) مثل جبل البابا والتجمعات البدوية المطلة على الاغوار ، والهدف منها هو تطويق القدس وفصلها عن محيطها بالضفة الغربية ، وفصل التجمعات السكانية الفلسطينية في مناطق مخيم شعفاط وكفر عقب عن مدينة القدس
وداعاً يا زهرة المدائن ، وداعاً ايتها القدس التي هفت لها قلوبنا جميعاً في مشارق الارض ومغاربها ، والبقعة الواقعة في ارض مباركة ايقظتنا وألهبت مشاعرنا وخيالاتنا ، ونوايا استعمارية لن تنتهي ، وفرض امر واقع جديد بقوة الحديد والنار ، ودون النظر لأية اتفاقيات وقعت سابقاً بيننا وبينهم ، ولا حتى اهتمام بأية رودود فعل ستحصل ، والخطوات القادمة وسنراها قريباً وهي تقسيم المسجد الأقصى ومن ثم هدمه لإقامة الهيكل مكانه ؟
لم تعد القدس كما كانت في السابق ارض الحنين بالنسبة للعرب والمسلمين ، والذين ملؤا الدنيا صراخاً وضجيجاً وهم يعدون العدة لتحريرها ، بل بقيت وحيدة كتاريخها الدامي الذي يدمي القلوب ،انها القدس التي اصيبت باليتم في زمن تحول فيه الاسلام الى اداة للصراع على السلطةً ، وأصبحنا في سيّء للغاية عربياً ، وغريزة قطعت الأوراد وستسكت الاذان في الأقصى ، وهي القدس والقلب والدم الذي يسري بعروقنا ، وهي نافذة التاريخ وشهداء جيشنا العربي على اسوارها شاهدة على ذلك ، والقادم سيكون اسوء ، ولا شي يدمر نفسياتنا أو يعرقل خطواتنا اكثر من خداع النفس والركض وراء الاوهام !
انها القدس التي تعيش بوجداننا وقلوبنا .

