" ترمب " هو " بلفور " الجديد !
الخميس-2017-12-06

جفرا نيوز -
بقلم : شحاده أبو بقر
التاريخ الأحمق غالبا ما يجدد نفسه , فإذا ما كان " بلفور "قد " وهب " معظم فلسطين وطنا قوميا لليهود إبان عهود الإستعمار , فها هو" ترمب " اليوم " يتوهم أن بمقدوره أن " يهب " درتها القدس هدية لإسرائيل التي تحتل فلسطين كلها , لا بل ويتباهى بقراره هذا الذي تأخر كثيرا وفق قوله ! .
أية سذاجة وأية " شرعية " تلك التي تمنح حاكم دولة في هذا العالم ليقرر منح قدس الأقداس ومعراج محمد صلى الله عليه وسلم لكيان فاقد للشرعية أصلا , برغم رفض ومعارضة وإستهجان كافة شعوب الارض , وأي غباء مطبق هذا الذي يعطي الصلاحية لرجل يحكم أكبر دولة يفترض فيها الدفاع عن حق الشعوب في حياة حرة في أوطانها , لسرقة القدس الشريف وتقديمها هدية للكيان الإسرائيلي ! .
هل وفي سياق قرارات ترمب وسياساته يمكن أن نعتبر واشنطن مثلا عاصمة لكوبا ! , وهل فقدت الولايات المتحدة رجلا رشيدا يصد هذا التهور الذي يتجافى تماما مع سائر المواثيق والأعراف الدولية ! , ومن أعطى لهذا الرجل حق التصرف ببلادنا وبمقدساتنا وبموضع سجودنا ومعراج رسولنا الكريم ! ! .
عمليا لا ترمب ولا مليارات مثله بمقدورهم نزع القدس الشريف من صدورنا وضمائرنا نحن العرب والمسلمين , ولا قوة على وجه الأرض بمقدورها الإنتقاص من عقيدتنا وإيماننا , حتى لو نقل واشنطن كلها إلى القدس وليس مجرد سفارة ! .
لا نستغرب تهور قرار رئيس بقدر ما نستغرب موقف الإدارة الأميركية والكونجرس والشعب الأميركي كله حيال هكذا قرار لا يحمل أي مضمون يجعل منه قرارا بلغة القرارات المتعارف عليها بشريا ! .
مرة أخرى علينا في الأردن أن نتوحد ونتحد ونتصرف بحكمة وجدية وعلى قلب رجل واحد , فمهما حاول ترمب وربيبته المدللة إسرائيل التصرف ببلادنا وبقدسنا , فلن يفلح ما دمنا موحدين في مواجهة هذا العدوان , وعاقدين العزم على تحميل سائر العرب والمسلمين وأحرار العالم كله , مسؤولياتهم في رفض ونبذ والتصدي لهذا العدوان الغاشم الظالم الذي يستخف بمليار ونصف المليار عربي ومسلم ولا يقيم لهم قدرا ولا وزنا .
هذا وقت نثبت فيه للعالم كله , أننا وبما نملك من حق أقوى من ترمب وإدارته وكل من هم معه , وأننا الأقدر على خوض غمارات المنظمات الدولية والشعبية العربية والعالمية لإرغام ترمب وإدارته على العودة إلى رشدهم وإلى جادة الحق والصواب رغم تمنياتهم البائسة . والله من وراء القصد .

