
تتزايد نسبة العزوف عن الزواج من الشباب ، في المجتمعات العربية و الإسلامية ، أكثر و أكثر سنة تلو الأخرى . و بلا شك فهذا الأمر بات يشكّل مشكلة كبيرة في مجتمعنا قد تهدد القيم و الأعراف ؛ فقد حثّنا ديننا الحنيف على الزواج باعتباره سبباً لاستمرار الحياة البشرية على وجه الأرض ، و حتى لا يلجأ أحدٌ إلى العلاقات التي حرّمتها الشريعة الإسلامية حتى يشبع حاجاته الفطرية.
و بلا شك فإن أحد أهم أسباب عزوف الشباب عن الزواج هو التكاليف الباهظة للزواج ، بدءًا من المهور ، مروراً بتكاليف الزفاف ، شهر العسل ، ما يستلزمه البيت الجديد من أثاث ، و ما الى ذلك من أعباء لا يمكن تحمّلها مع سوء الاوضاع الاقتصادية لمعظم الطبقات المجتمعية التي باتت تُصرف نظر الشباب عن الزواج حتى أنهم باتوا يشعرون أن الزواج بات حلماً ليس إلّا.
تحلم معظم الفتيات ، دون شك ، بحفل زفافٍ أسطوري ، و لكن هذا الحفل في الاغلب لن يكون ، كما أن كثيرا من الحفلات تكون كلفتها أكثر بكثير من إمكانيات العريس الماديّة فيلجأ حينها إلى الإستدان من البنوك ، أو الأقارب ، أو الأصدقاء ، و بدل أن يقضي العروسان أول ثلاث أو أربع سنوات من حياتهم الزوجية بسعادة و هناء ، يقضيانها بضيق مادّي تحت وطأة الدّين الذي ترتّب إرضاء لحفل زفاف يستغرق ساعتين أو ثلاث ساعات و يخرج الناس بعده في الغالب غير راضين...
أنا لا أقول انه يتوجّب على الفتاة أن تخطب شابًّا معدماً لا يستطيع أن يؤمّن لها أقل متطلّبات الحياة من مأكلٍ و مشربٍ و ملبسٍ ، و لكن ، و بالمقابل ، فاشتراط أن يكون الشاب "مليونيرا" ليحظى بقلبها سيجعلها تنتظر سنوات و سنوات على أمل أن يظهر "العريس السعيد" على فرسه الأبيض...
لقد حثّ ديننا الاسلامي الحنيف على سنة الزواج ، و لكنه حثّ أيضا على عدم المغالاة في المهور و في نفقات و مصاريف الزواج.