النسخة الكاملة

الجواب في " قم " ثم في " طهران " ! .

السبت-2017-11-18
جفرا نيوز - جفرا نيوز - بقلم : شحاده أبو بقر

هل هو رابع المستحيلات مثلا ! , بالتأكيد لا , بل هو ممكن ومتاح ويحقن دماء عربية وإيرانية ويقلب كل المعادلات السيئة السائدة حاليا , إلى ما هو أفضل وأكرم لنا جميعا عربا وإيرانيين على حد سواء , إذا ما إتخذ حكام إيران قرارا تاريخيا بالخروج من أرض العرب , وتوقفوا عن التدخل في شؤونهم في العراق وسورية ولبنان واليمن والبحرين وحيثما كان , وتركوا العرب وشأنهم يتدبرون أمورهم بأيديهم ! .

لا يمكن وتحت أي ظرف كان للمشروع الإيراني أن ينجح في أرض العرب , مهما بلغ الضعف والتشتت العربي مبلغه في هذا الزمان , وحتى لو خضع العرب , فالعالم الطامع بنا وبهم على حد سواء , لن يقف مكتوف الأيدي وسيتدخل وبكل قوته , ليس من أجل عيوننا , وإنما دفاعا عن مصالحه وتشبثا بها ودفاعا عن ربيبته إسرائيل ! .

منهجية أيران الحالية ستوقعها ونحن العرب معها في " المصيدة " , وستدخل المنطقة في حرب عالمية جديدة لن تبقي ولن تنذر ونحن وإيران وقودها !, ولهم فقط أن يتأملوا الموقف الراهن في سورية ليستبينوا حقيقة ما هو آت , فالولايات المتحدة باتت توفر غطاء لداعش في سورية , هكذا تقول روسيا ! , وروسيا تخالف تعهدها السابق لإسرائيل بخروج جميع الفصائل والقوى الأجنبية من سورية بعد دحر داعش , وتقول , أن لا شأن لها بالوجود الإيراني في سورية ! , فماذا يعني ذلك ! ! .

الآتي إذا لم تعد إيران عن مشروعها , هو حرب عالمية مؤكدة , فما الذي يمنعها من التفكير مليا بالأمر , والعودة إلى داخل حدودها ومد يدها للتعاون الإيجابي مع العرب , ونزع فتيل حرب مدمرة ستكون إيران ساحتها قبل أرض العرب , ولتأخذ إيران العبرة من حرب تحرير الكويت , عندما تركوا الجيش العراقي في الكويت , وذهبوا لتدمير العراق طيلة أربعين يوما كانت كافية لإرغامه على الخروج من الكويت طوعا وكرها معا ! .

نعم , ليس ما نتمنى برابع المستحيلات , ونزع الصاعق بيد إيران , والمفتاح لباب عربي إيراني أفضل وأوسع وأكرم موجود في طهران وحدها , كي نفلت وإياها من السقوط في شرك المصيدة , ونقيم معا علاقات عربية إيرانية أخوية حقا قوامها التعاون لما فيها مصالح شعوبنا وبناء شرق إسلامي عربي إيراني قوي مهيب يحسب له العالم كله ألف حساب وحساب , عندها سيتحقق رفاه شعوبنا وحقها في حياة فضلى , ولن يبقى تلقائيا شيء إسمه إسرائيل , ولن يتحكم قوي مهما بلغت قوته , بمصائر شعوبنا وثرواتها ومقدراتها وعقيدتها ! .

هل هذا ممكن ! , الجواب في " قم " ثم في " طهران " . الله من وراء القصد وهو ولي التوفيق .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير