إتلاف صاعق التفجير بيد إيران ! .
السبت-2017-11-11

جفرا نيوز -
جفرا نيوز - بقلم : شحاده أبو بقر
المشكلة هي أن إيران ماضية قدما في تنفيذ مشروعها في منطقتنا العربية , وهي مطمئنة تماما إلى أن لا أميركا ولا إسرائيل ستنخرطان في حرب مباشرة معها , ما دام أن البديل وهو الخصام العربي الإيراني قد بلغ ذروته جراء التدخلات الإيرانية المعادية للعرب , وعلى نحو ينذر بإمكانية إندلاع حرب بين الطرفين في أية لحظه ! .
أميركا وحليفتها الحقيقية إسرائيل تواصلان سياسيا وإستخباريا تأجيج الصراع العربي الإيراني , والهدف الرئيس وحتى الوحيد ربما , هو تهيئة الأجواء لصدام مباشر بين الطرفين , ما دام ذلك يحقق أو قد يحقق إبعاد إيران عن أي تهديد مباشر لإسرائيل , مثلما يحقق ضمان المصالح الأميركية والغربية عموما في المنطقة , دون أن يضطروا هم إلى الإنخراط في حرب مباشرة مع إيران ! .
الإستراتيجية الأميركية والإسرائيلية إزاء إيران وتدخلاتها في المنطقة , شبيهة تماما لإستراتيجيتهما في الحرب على داعش وسائر قوى الإرهاب , وهي إستراتيجية دع العرب أنفسهم يخوضون تلك الحرب ونحن ندعم ونراقب, أي تماما كما حدث ويحدث في العراق وسورية وليبيا واليمن, ولسان حالهما يقول , لسنا مضطرين لخوض حرب ضد إيران التي تهدد مصالحنا ما دام بالإمكان الإنتظار لإندلاعها بين العرب وإيران , ونكتفي نحن بالدعم اللوجستي والسياسي للعرب , ومراقبة الموقف عن كثب , وبذلك نضمن إنهاك الطرفين , العرب وإيران معا , وفي ذلك مصلحة إستراتيجية أميركية وإسرائيلية وغربية مهمة ! .
كثير من العرب يدركون أبعاد هذه اللعبة وهذا المخطط , لكن إيران ولسوء الحظ " راكبة رأسها " , متوهمة أنها ستنتصر في نهاية المطاف على كل العرب وستحقق غايتها , ولكن , وحتى لو إفترضنا أن ميزان حرب لا نتمناها ونسأل الله أن لا تقع قد مال لصالح إيران على حساب العرب , فهل ستقف أميركا ومعها الغرب كله وإسرائيل متفرجين يسمحون بذلك ! , لا , هذا لن يحدث وستدفع إيران وشعبها الثمن أكثر مما قد يدفعه العرب , والسبب أن كل هؤلاء مجتمعين لا يقبلون بهيمنة إيرانية تهدد مصالحهم مثلما تهدد إسرائيل ! .
حكام إيران بسياساتهم الحالية , يدفعون بالعرب إلى الحائط خلافا لما يريدون ويتمنون , وهي سياسات " جهد بلاء " للعرب الذين سيدافعون مضطرين شعوبا وجيوشا عن بلادهم في مواجهة إستمرار النهج الإيراني الحالي , حتى وهم يعرفون سلفا , أن الرابحين هم أميركا وإسرائيل وأن الخاسرين هم إيران والعرب ! .
إتلاف صاعق التفجيرسلميا إن جاز التعبير , هو بيد إيران لا بيد العرب , وإتلافه في مصلحة إيران قبل العرب , إذا ما أعاد حاكموها اليوم حساباتهم جيدا , وتيقنوا من حقيقة أن " الفخ " منصوب لهم قبل العرب , وأن وقوعهم فيه سيعيدهم إلى عصور ما قبل التاريخ , وسينهكنا نحن العرب أكثر فأكثر , وسيظفر الغرب كله ومعه إسرائيل بالغنيمة كلها ! !.
نعم , يحسن حكام إيران صنعا لو عادوا عما هم فيه ماضون ومدوا يدا بيضاء للعرب من أجل تعاون أخوي صادق يعود على شعوبنا العربية والإيرانية بحياة أفضل وأكرم , لنكون معا قوة يعتد بها في مواجهة كل إحتلال ومطمع خارجي في بلادنا , وعلى نحو يمكننا وإياهم من فرض شروطنا التي تكفل تحرير أرضنا وكرامتنا وضمان سعادة شعوبنا بما حبانا الله جل جلاله من خير وأسباب قوة لا مثيل لها , نتمنى ذلك , ومرة ثانية , الجواب والحل والمفتاح عند إيران وبيدها لا بيد العرب , الله من وراء القصد والغاية وهو نعم المولى والنصير .

