النسخة الكاملة

حدودنا في خطر ونحن نتراشق بالإتهامات ! .

الخميس-2017-11-02
جفرا نيوز -
بقلم : شحاده أبو بقر

ينشغل جيشنا وقوانا الأمنية بمراقبة ما يشبه المجهول عند حدودنا الشمالية الشرقية هذا الأوان , حيث تشتد نذر الخطر الآتي من إستمرار تجمع الميليشيات الطائفية التوسعية وفلول داعش بالقرب من حدودنا تلك .

يحدث هذا بينما ننشغل جميعنا حكومة وبرلمانا ومؤسسات مدنية ومواطنين , بالتراشق بالإتهامات وبمعضلة الضرائب وأسعار الخبز وعمان الجديدة وما شابه من مسائل محلية مهمة , ولا نكاد نعير إهتماما لما هو أهم , متمثلا بذلك الخطر الذي يتهدد بلدنا الذي نجا حتى الآن وبقدرة قادر من براثن الضباع وضواري الإقليم كلها وما أكثرها ! .
مخيم الركبان الواقع على بعد عشرات الأمتار من حدودنا صار أشبه ما يكون بقنبلة موقوتة , وقوات النظام والميليشيات الداعمة يواصلون حربهم طردا للدواعش بإتجاه حدودنا , فلقد تحررت الموصل والرقة ولم نر جثثا ولا أسرى , وكأن هناك من وفر ممرات آمنة للهرب صوب حدودنا الشمالية الشرقية , وعلى طريقة سنسقيكم من ذات الكأس التي تجرعناها ! .

في الوقت ذاته , مدننا الشمالية والشرقية صارت ملجأ للاجئين السوريين حتى أن " المفرق " مثلا صار مواطنونا فيها أقلية لا يتجاوز تعدادهم نصف تعداد أولئك اللاجئين , أما عن الرمثا وإربد فحدث ولا حرج .

ذلك واقع صعب , في وقت نعاني فيه أزمات داخلية أشهرها الضائقة الإقتصادية الخانقة , وعلى نحو يعمي أبصار الكثيرين منا عما يجري عند حدودنا الشمالية الشرقية من مخاطر وتحديات , بينما يتواصل المخطط الإقليمي التوسعي الذي ينذر بخطر كبير علينا وعلى المنطقة بأسرها ! .
هذا قدر بالنسبة لنا وعلينا مواجهته , ليس بالتلاوم على ما فات , فهذا حدث وإنتهى أمره , وإنما بالتصدي الجمعي للخطر مع جيشنا وقوانا الأمنية منعا لإنفلات الأمور عند حدودنا لا قدر الله , وبالوعي لما يراد لنا هنا في الداخل , حيث ينفلت طوفان الإشاعات الهدامة لكسر معنويات شعبنا , ولتجريده من مشاعر الإنتماء لوطنه , وجعله بالتالي صيدا سهلا للمخطط المعادي ! .

كل أردني وكل أردنية مطالبون اليوم بمزيد من الوعي , فكثيرون من حولنا وحتى بعيدين عنا , يضمرون لنا ولبلدنا الشر , ومنهم من يتمنى الظفر بإلقاء شرور الإقليم كلها في أحضاننا , وفي الغرب منا إحتلال يرى في ذلك فرصة للسير نحو مؤامرة الوطن البديل لا بل والنظام البديل , وله في هذا العالم وحتى في الإقليم أعوان ! .

ختاما , جيشنا وأمننا وقيادتنا اليوم بحاجة لنا جميعا , فإما أن نكون على قدر التحدي أو لا نكون لا سمح الله , وعلى دولتنا مصارحة شعبنا بحجم الخطر الذي يقتضي أن نتوحد على قلب وطن واحد , فنحن اليوم أشبه ما نكون بالواقف على صخرة نجاة وسط بحر هائج , فإما أن نصمد ونواجه ونتحدى , وإما أن نسلم بلدنا لا قدر الله لقطعان الذئاب من كل لون ومشرب , ولست أخال أردنيا يهون عليه وطنه , أما التلاوم فله زمن آخر غير زماننا هذا المرعب الذي يحمل في طياته أسوأ المخاطر . والله من وراء القصد .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير