تربية أول قطط منزلية يعود إلى 12 ألف عام في العراق
جفرا نيوز - وجدت دراسة جينية جديدة أن تدجين القطط حدث منذ 12000 عام، وأن ذلك يعود إلى أن العلاقة بين البشر والقطط نشأت بسبب تحول في أنماط حياة أسلافنا على الأرجح.
ويأتي هذا الإعلان من العلماء في جامعة ميسوري، الذين وجدوا أن البشر استقبلوا الحيوانات الأليفة أولا في منطقة "الهلال الخصيب"، مناطق الشرق الأوسط المحيطة بنهري دجلة والفرات، بهدف مكافحة الآفات في مستوطناتهم الجديدة.
وتوصلت الدراسة الجديدة، التي أجراها متخصصون في علم الوراثة للقطط، إلى أن التحول الهام في نمط الحياة، من الصيد إلى الزراعة، كان الحافز الذي أطلق شرارة أول تدجين للقطط في العالم، ولكن تم إنشاء الرابطة بمجرد أن بدأ البشر في السفر حول العالم وجلبوا معهم أصدقاءهم القطط الجدد.
وعلى عكس الخيول والماشية، مع أحداث التدجين المختلفة، يبدو أن القطط هي الحيوانات الوحيدة التي يتم ترويضها من خلال حدث وموقع واحد.
والهلال الخصيب هو منطقة على شكل هلال في الشرق الأوسط، تمتد من العراق وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن، جنبا إلى جنب مع المنطقة الشمالية من الكويت والجزء الجنوبي الشرقي من تركيا والجزء الغربي من إيران.
ومنذ آلاف السنين، يُفترض أن السومريين القدماء - أقدم حضارة معروفة في بلاد ما بين النهرين القديمة - هم أول حضارة بشرية في العالم. وقبل 10000 عام، بدأت هذه الحضارة في عيش حياة مستقرة.
ومن أجل الدراسة الجديدة، نظر فريق دولي من العلماء في الأنماط الجينية لأكثر من 1000 قطة تم تربيتها عشوائيا من أوروبا وآسيا وإفريقيا، من أصل أوراسي في المقام الأول، إلى جانب أربعة قطط برية إفريقية و10 أنواع هجينة مفترضة من القطط البرية والأوروبية، مع التركيز على ما يقارب 200 علامة وراثية أقامت روابط بين المناطق والسلالات.
وقالت ليزلي أ.ليونز، عالمة وراثة القطط في جامعة ميسوري، في بيان: "إحدى علامات الحمض النووي الرئيسية التي درسناها كانت التكرارات المترادفة القصيرة، التي تتحول بسرعة كبيرة وتعطينا أدلة حول مجموعات القطط الحديثة وتطورات التكاثر على مدى تاريخهم القديم منذ عدة آلاف من السنين".
وكانت علامة الحمض النووي الرئيسية الأخرى التي قمنا بفحصها هي تعدد أشكال النوكليوتيدات المفردة، وهي تغييرات أحادية القاعدة في جميع أنحاء الجينوم، والتي تعطينا أدلة حول تاريخها القديم منذ عدة آلاف من السنين.
ومن خلال دراسة ومقارنة كلتا العلامات، يمكننا البدء في تجميع القصة التطورية للقطط.
وتمثل القطط المرباة بشكل عشوائي أكثر من 40 دولة، بما في ذلك أكثر من 85 موقعا لأخذ العينات، لكن الغالبية كانت تركز على منطقة الشرق الأدنى.
وأظهرت النتائج أصول القطط المنزلية التي ولدت في حوض البحر الأبيض المتوسط الشرقي، ثم انتشرت إلى الجزر المجاورة وسافرت جنوبا عبر ساحل بلاد الشام إلى وادي النيل.
وهذا، وفقا للدراسة المنشورة في مجلة Nature، يتبع نفس نمط الهجرة للبشر القدامى. وبمجرد أن بدأ البشر في الانتشار من المنطقة الواقعة في الهلال الخصيب، بدأت القطط تشق طريقها حول العالم.
وهاجرت القطط إلى أوروبا وإلى الشرق من الهلال الخصيب جنبا إلى جنب مع النمو الزراعي والتجاري.
ومن أوروبا، صعدت القطط على متن القوارب المتوجهة إلى الأمريكتين.