العبقري الملياردير خرافة وجب دفنها

جفرا نيوز - إمبراطورية بنكمان-فرايد التي كانت تقدر بـ32 مليار دولار في وقت سابق من هذا العام شهدت "سقوطاً حراً" بعد أن فُضحت أوضاعها المالية (توم ويليامز/ سي كيو-رول كول عبر غيتي)

تحت هذا العنوان، كتبت المعلقة في "واشنطن بوست"، هيلين أولين، مقالاً في الصحيفة عن سقوط سام بنكمان-فرايد، صاحب الشركة العملاقة التي أفلست أخيراً بعد نشاط لافت في قطاع العملات المشفرة. وذكرت بأن أقوال المستثمر الملياردير الذي أنقذ شركة متعثرة تلو أخرى في القطاع نفسه كانت حتى شهر مضى فقط تمتدح من قبل سياسيين ومغردين، ناهيك بتبرعاته للأحزاب السياسية وأفكاره الخيرية. "وبدلاً من أن يكون متنبئاً بمستقبل تقنية سلسلة الكتل (البلوك تشاين)، يبدو بنكمان-فرايد، الذي قدمت بورصته للعملات المشفرة، "أف تي إكس" FTX، الجمعة طلب إشهار إفلاسها، أقرب للتحول إلى شخصية ستذهب في طي النسيان بعد أن كان شهيراً ومحترماً.

ولفتت أولين إلى أن إمبراطورية بنكمان-فرايد كانت تقدر بـ32 مليار دولار في وقت سابق من هذا العام، لكنها شهدت "سقوطاً حراً" بعد أن فضح أوضاعها المالية موقع "كوين دسك" CoinDesk الإلكتروني المتخصص في العملات المشفرة والرقمية، وما جرى، وفق مقال الكاتبة في "واشنطن بوست"، أن الموقع كشف عن أن "ألاميدا ريسرش" Alameda Research، شركة الملياردير السابق المتخصصة في الاتجار بالعملات المشفرة، كانت تمتلك كمية كبيرة من العملات المشفرة الصادرة عن "أف تي إكس"، مما أفقد المتعاملين بهذه العملات الثقة بالشركتين ودفع من يتعاملون منهم معهما إلى سحب ودائعهم بهذه العملات في "ألاميدا ريسرش".

منصة "بينانس" تستأنف سحب عمليات "بيتكوين"

وبعد أن أعلنت "بينانس" Binance، الشركة المنافسة لـ"ألاميدا ريسرش" نيتها شراءها، تراجعت عن الخطوة مشيرة إلى أوضاع غير سليمة في الشركة المستهدفة. وذكر مصدر لـ"وول ستريت جورنال" أن "أف تي إكس" استخدمت أموال عملائها في المضاربات وأن هؤلاء يخشون عدم تمكنهم من استرداد أموالهم. وتنظر جهات تنظيمية، تشمل لجنة الأوراق المالية والبورصات ووزارة العدل، في الفضيحة.

وتقول أولين "في حال بدت سرعة تدهور الأمور فريدة، ثمة شق غير فريد في هذه القصة. مراراً وتكراراً، يقع أميركيون ضحايا لخرافة العبقري الملياردير، الرجل (يتعلق الأمر دائماً تقريباً برجال) الأفضل منا نحن الأقل شأناً، القادر على حل أي مشكلة تتعلق بالأعمال التجارية أو السياسية أو الخيرية يصادفها - إلى أن يفقد هذه القدرة فجأة".

وأشارت إلى "العرض الجاري" الخاص بإيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، "الذي أحرق شراؤه الاندفاعي كما يبدو لـ(تويتر)... 44 مليار دولار". ولفتت إلى أن "مؤيدي ماسك يصرون على أنه يعرف ماذا يفعل لكنني يجب أن أقول إن الأمور لا تبدو واعدة، فماسك، الرئيس التنفيذي لـ(سبايس إكس) و(تيسلا)، يقوم بمحاولات افتراضية، إذ يصرف موظفين ثم يعيدهم إلى وظائفهم بعد أن يتنبه إلى حاجة الشركة إليهم، ويضع عدداً محيراً من الخطط تتراوح بين الاشتراك في العلامة الزرقاء الخاصة بالموقع، ويروج لخطة لتحويل الشركة إلى شركة متخصصة في التكنولوجيا المالية، ويهدد بطلب إعلان إفلاس الشركة، هذا في حين أصبح معظم كبار الموظفين في الشركة خارجها، وتبدي لجنة التجارة الفيدرالية مخاوف في شأن ما يجري".

أما مارك زوكربيرغ، أضافت أولين في "واشنطن بوست"، "فتناولته تقارير بوصفه الرئيس المستقبلي للبلاد - قبل أن يتضح أكثر أن شركته تراكم المال من خلال منح منصته للأخبار المزيفة وخطاب الكراهية والتنظيم المتطرف فترعى النزاع السياسي وأحياناً النزاع الحرفي حول العالم". وتابعت، "والآن هو يحرق المال أيضاً، فيصب أموال (فيسبوك) في (ميتافيرس)، لا يرغب سوى قلائل في سكناه... وطرد 11 ألف موظف هذا الأسبوع [الأسبوع الماضي] كان غالبهم غير متحمس لفكرة (ميتافيرس)".

وأضافت: "لا أنكر أن بعض أصحاب المليارات رواد أعمال أذكياء، لكنهم أقل تميزاً بكثير مما يردد على مسامعهم. حين يصبح رجال أعمالنا أكثر نفوذاً وأكثر غنى، يدخلون في دوامة فارغة من تقييم لأفعالهم. فالمتملقون يمتدحونهم بدلاً من أن ينتقدوهم. وهذا يضر بقدرتهم على سماع النقد. وهذا يجعلهم أكثر ميلاً إلى التمسك بالمتملقين الذين يغذون صورتهم الذاتية التي باتت منتفخة. والنتيجة المعتادة هي أخطاء أكبر وأكبر وسلوك مثير للشبهات الأخلاقية". ورأت أولين أن أزمتي عام 1929 و2008 الماليتين كانتا يجب أن تغيرا "هذا النمط الخاص بأميركا من العبادة"، "لكننا انتخبنا مليارديراً - أو رجلاً يزعم أنه ملياردير - رئيساً. وهو منذئذ مستمر بنشر الفوضى السياسية".