حافظوا على هيبة جيشنا وأجهزتنا الأمنية

جفرا نيوز - بقلم الدكتور رافع شفيق البطاينة.
 
بدأنا في الآونة الأخيرة نطالع تصريحات أو مقالات لبعض المسؤولين الكبار، أو الصحفيين، أو الإعلاميين سواء من داخل الوطن، أو من الخارج، يطعنون أو يشككون أو ينكرون من قدرات جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية، وتاريخهم النضالي المشرف، وبطولاتهم الأبية التي سطروا فيها أروع المثل في الشجاعة والبطولة والإباء، وأنكروا على شهدائنا ممن ضحوا بأرواحهم وجنودنا ممن أصيبوا، وروو بدماءهم النقية والطاهرة تراب الأراضي المقدسة من فلسطين وباب الواد واللطرون والقدس الشريف، والكرامة الصامدة كصمود الجبال وأشجار النخيل

 وتصريحاتهم هذه ربما تكون بقصد أو بغير قصد، أو ربما نابعة من ضحالة فكرهم وثقافتهم التاريخية والعسكرية، وسوء استخدام الفاظهم الحاقدة واقلامهم الصفراء المسمومة، وما يزيد الوضع ريبة وسوءا هو محاولتهم النيل من سمعة قواتنا المسلحة الأردنية الجيش العربي، وأجهزتنا الأمنية بمختلف مسمياتها وتخصصاتها وإضعاف هيبتها، وتشويه صورتها الناصعة الماثلة أمامنا، والنيل من عزيمة عسكرنا وجنودنا وضباطنا بدلا من تأدية التحية لهم، تقديرا وعرفانا لهم ولجهودهم وسهر الليالي على الحدود الخارجية وفي داخل الوطن للحفاظ على أمنه من أعداء الخارج، ومن الخارجين على القانون في الداخل، والحفاظ على حياة الناس وممتلكاتهم وأعراضهم ومقدرات الوطن وإنجازاته، وهم لا يعلمون مكانة ومحبة وعشق قواتنا المسلحة وتشكيلاتها في قلوب الأردنيين وعقولهم، فلا يخلو بيت أردني من جندي أو ضابط عامل أو متقاعد في الجهاز العسكري أو الأمني

 وعلى مر التاريخ كنا وما زلنا نتغتى بالجيش، بدءا من أغنية مرحى لمدرعاتنا، رمز القوة لبلادنا، وأن نزلت عالميدان تحمينا من العدوان، وأغنية جندي في الجيش الحربي، عجبينه سيفين وتاج، وغيرها الكثير من الأغاني الوطنية، وما يزيد الطين بلة في هذا اللغط بحق قواتنا المسلحة الباسلة، ويزعجنا هو الصمت الحكومي الغريب والمريب، عن التصدي لهؤلاء الخارجين عن حدود الوطن، والناكرين بخيرات الأمن والأمان والاستقرار الذي يتفيأون في ظلاله، فنلتمس العذر لحكومتنا الرشيدة ورئيسها الذي يلوذ بالصمت، ربما أنه لا يعلم أنه يتولى منصب وزير الدفاع بالإضافة لوظيفته، ومسؤول عن قواتنا المسلحة، كما أنه لم ينال شرف الخدمة في الجيش العربي، ولم ينل شرف ارتداء البوريه وبدلة الفوتيك والبسطار الأسود بلمعانه بعد كيه بكيوي البطة، ولم ينال شرف المنام والمبيت والسهر في ربوع الصحراء وحمره حمد بشمسها الحارقة نهارا، لتجعل من بشرته سمرة جميلة، وبردها القارص ليلا، للمشاركة في مناورة عسكرية، أو لغايات تمرين أو تدريب عسكري، ولم يحمل البندقية ويقف وظيفة على باب معسكر لمدة ساعتين او أكثر ليلا ونهارا بالتناوب، ولا يعرف معنى كتفا سلاح أو سلام قف، أو على اليمين حذا، أو أن يتهيأ، ولم ينل شرف تذوق طعام العسكرية من البولوبيف أو صلصة الفاصولياء الحمراء باللحمة الشهية مع الأرز الأبيض، وخبز الجيش الذي كنا نعشقه، ولم يصحو فجرا ويحلق ذقنه يوميا بالماء البارد لتصنع منه رجلا يافعا شديد القوة والإنضباط، ويخرج إلى الطابور الصباحي في ميدان الشرف والرجولة العسكري في حصىة رياضية لرفع لياقته البدنية لمدة نصف ساعة حول الميدان، ولم يحفظ نشيد العسكرية، الله... الوطن.. الملك.. ثم ينشد دعوة الحق لدينا.. نفحة هبت علينا، أرسل الله إلينا ِ. سيد الكون محمد... يا ليوث العرب هبوا ليس بعد الله رب،. الخ، ولم يحلق شعره على الصفر، ويقوم بترتيب تخته وبطانياته صباحا والحفاظ على ثكنته أو خيمته نظيفة ليتعلم معنى الضبط والربط العسكري، ولم يخرج في مسير عسكري مسافة عشرة كيلو متر أو أكثر في طابور منظم، مشيا على الأقدام، ضمن مدة زمنية محددة، فيحق له أن يبقى صامتا ولا يخرج بأي تصريح ولو بكلمة طيبة بحق قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية التي تتميز بصفات الاحترافية، قرة عين الحسين رحمه الله ومن بعده الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه

 فجيشنا يحتل مكانة مرموقة ومتقدمة بين جيوش دول العالم، هذا هو جيشنا العسكري البطل والإنساني الذي استقبل عشرات الآلاف من اللاجئين على الحدود، ووفر لهم كل متطلبات العيش الكريم الآمن ضمن ظروف صعبة، وهذه هي أجهزتنا الأمنية التي أحبطت عشرات لا بل مئات العمليات والمخططات الإرهابية التي كانت تنوي النيل من أمننا ومقدراتنا وانجازاتنا، وقدمت للمشاركين في المسيرات والمظاهرات والاعتصامات الماء والعصير والعلاج بكل حب وود، قتعانق الطرفان الشعب والأمن كأسرة واحدة وأخوة عز نظيرها يجمعهم حب الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره وازدهاره، ورفع علمه عاليا خفاقا في السماء، هذه صورة قواتنا المسلحة.. الجيش العربي وأجهزتنا الأمنية التي طالما نعتز ونفتخر ونفاخر الدنيا بها، فلنحافظ على هيبتها وسمعتها وصورتها المشرقة وتاريخها المشرف أمام الأجيال القادمة وأمام العالم، فالصمت أبلغ من الكلام أحيانا، فلتقل خيرا او لتصمت أفضل من أن تسيء للآخرين، حمى الله الأردن وقيادته الحكيمة وشعبه الوفي من كل مكروه.