البيطار تكتب - أذهبوا فأنتم الطلقاء
جفرا نيوز - كتبت ; حنين البيطار
في الأيام القليلة الماضية أنتشرت هوامش على دفتر الوطن من هنا وهناك ، وتناثرت توقعات ، وخرجت تصريحات لبعض المسؤولين والصحفيين ، وإنتشرت قصص وروايات تقول أن الإفراج عن الموقوفين ال ١٦ سيتم بعفو ملكي ، أو أنهم سيحاكمون ، والقول أن عطلة عيد الفطر أو ما قبلها سيتم ذلك ، وحدد البعض ليلة القدر " خير من ألف شهر " لكن شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن الكريم و " شيم الهاشميين " وتسامحهم لم يغب عن البعض ، فخرج علينا سيد البلاد في العاشر من رمضان ، وفاجأ الأسرة الأردنية بالعفو الهاشمي ، وكأن به يكرر عبارة جده العظيم الرسول الكريم ( محمد صلوات الله عليه وعلى صحبه أجمعين ) أذهبو فأنتم الطلقاء ، وإستراحت هذه العبارة على أبواب قصر الحسينية .
نعود إلى التاريخ ، فإن سيدنا الكبير الحسين فعل ذلك عندما أفرج عما يسمى الضباط الأحرار وعين أحدهم وزيراً والآخر سفيراً ولا أتذكر باقي الأسماء ، وذلك في منتصف عقد الخمسينات من القرن الماضي .
وفي العام ١٩٩٦ ذهب القائد العظيم إلى سجن " سواقة " يقود سيارتهُ بنفسه ، وأخرج المهندس ليث شبيلات واعاده إلى بيت والدته ، وحياها من شباك سيارته .
لا زلنا نُصغي إلى صدى الفعل الهاشمي العظيم فعندما أعتدى كفار قريش على الرسول الكريم ، حتى أنهم أسالوا الدماء من جبهته في مكة المكرمة ، ورمى بعضهم الحجارة والأشواك في طريقه ، فهاجر إلى المدينة المنورة وحاصروها وفرضوا عليها بتعبير اليوم " العقوبات القصوى " حتى أن الصحابة أكلو أوراق الشجر ، واستمر الحصار لسنوات ثلاث .
بعد ذلك تحركت جيوش الرسول الهاشمي العظيم إلى مكة المكرمة وقام بفتحها ،، ودخل الكعبة وحطم الأصنام ووقف مخاطباً أهله ( من دخل الكعبة فهو آمن ومن دخل بيت أبو سفيان فهو آمن " وقال لهم أذهبو فأنتم الطلقاء .
في العاشر من رمضان قام سيد البلاد بالقفز فوق الدلائل وداس على البراهين ، وحطم الأصنام قافزاً عن الوثائق لينظر إلى الحقائق بأن هذا الوطن يستحق العفو والتسامح ، جازماً بأن الأبناء والأخوة ساروا في طريق الوهم والسراب والضلال وأصغى إلى همسات الأهل في أجتماع ( قصر الحسينية ) من شخصيات وشيوخ عشائر ، وبكَر بإطلاق سراح الموقوفين غير منتظر إلى وقفة العيد ، وأعتبرها بعيدة قليلاً وقال لهم أذهبوا إلى أسركم وأهلكم .
المناسبة الكبرى " مئوية الدولة " عندما قاد أجداد سيدنا أبو الحسين ثورة أسقطت حكماً ورجالاً وغيرت وجه الأمة وكرس أن الأمة تبحث عن دور ، هذا الدور الذي كان ضائعاً فقاده الهاشميون .. ها هو سيد البلاد يواصل المسيرة مسيرة العفو والتسامح وقيم أسرة سيدنا محمد صلوات الله عليه والإمام علي بن أبي طالب وأبناء سيدة الدنيا فاطمة الزهراء .. سيدنا كل عام وأنتم بخير