النسخة الكاملة

توجان الفيصل : الانتخابات النيابية الأخيرة اسوا انتخابات في تاريخ الأردن

الأربعاء-2013-01-30 06:10 pm
جفرا نيوز - جفرا نيوز - عقبت الناشطة السياسية المعارضة والنائب والإعلامية السابقة توجان الفيصل ، في مقالة لها في صحيفة الراية القطرية حول الانتخابات النيابية الخيرة في الأردن ، بعنوان ( خذلان وشهادات زور) قائلة لم يسبق أن مرت على الأردن انتخابات أسوأ من الأخيرة التي جرت قبل أيام، وقيل فيها ما يكفي من النقد الموضوعي الهادئ ومن الغضب العارم وصولا للسخرية غير المسبوقة التي ألزمت بها "مسخرة" تلك الانتخابات، ما يغنينا عن بيان ليس فقط عدم شرعية المجلس الذي زُعم أن تلك الانتخابات أنتجته، بل وعن بيان تساقط كل ما كان يسمى "شرعيات" استندت إليها تلك الانتخابات.
ورات الفيصل أن السقوط تجاوز هذه المرة ذلك الداخل المهترئ ليطال كيانات دولية كالاتحاد الأوروبي الذي أشادت بعثته المراقبة بنزاهة انتخاباتنا وهي تغادر الأردن مسرعة مع إعلان أول دفعة من نتائجها، فيما ظلت تلك النتائج تتغير لـ 5 أيام تلت وكأنها صفقة فيما يسميه الأردنيون بـ "الحسبة", أي سوق الجملة للخضار التي تباع أيضا في "صناديق". ففي الحسبة أيضا يجري التشكيك بوزن الصناديق فيعاد وزن بعضها ويرفض وزن أخرى .. ويجري التشكيك في عدد حباتها وفي سلامة الحبات المخفية في قاع الصندوق، فيجري أحيانا إفراغ بعض الصناديق المضومنة لعد حباتها أو نبش بضع حبات من القاع لبيان وجهة نظر أحد المختلفين على حقيقة "المخفي".. وفي الحسبة أيضا تجري مناقلة حبات من صندوق لآخر أو تترك حبات لتتساقط خارج الصناديق بزعم "العجقة"، وفيها أيضا تظل هنالك صناديق مخفية في الداخل غير تلك المعروضة تخرج فقط بضغط الشاري ورفضه الاكتفاء بما يعرض عليه .. وهكذا توالت اختلافات نتائج "حسبة الأصوات" بتناقض كل فرز جديد للأوراق مع ما سبقه وتناقض ما يليه معه .. وحتى بعد أن فُرض علينا مجلس "بالتلزيم" توالى ظهور الصناديق المخفية أو المستبدلة، ليس فقط من غرف مغلقة في مراكز الاقتراع (أغلبها مدارس وكليات ومباني بلديات) بل ومن حمامات (أجلكم الله) مراكز الاقتراع التي يحتم الزحام ودوام أعضاء اللجان والمراقبين لما يقارب يوما بحاله كثرة استعمالها من قبل هؤلاء "المسؤولين" عن سلامة تلك الانتخابات!!
وكشفت توجان عن تواطؤ وفد المراقبين الأوروبيين والناطقة باسم الخارجية الأمريكية، حيث لم يعتذروا عن شهاداتهم الباطلة ، بل طالبوا الأردنيين بالبناء على "ما تحقق من إصلاح" .. ما جعل الأردنيين يصنفون وفد المراقبين الأوروبي في سوية من "ترزّقوا" بوجبة منسف في مقر مرشح "مال أسود", بقولهم: "الأوروبيون أكلوا المنسف وروّحوا"..
ونوهت توجان بما كان الأردنيون قد سمعوه مرارا من تبريرات قدوم وفود دافوس للبحر الميت بأنه يعود "للضيافة" الأردنية في منتجع صحي نادر حيث الإقامة مريحة ومربحة، والوجبات المجانية لذيذة .. كما اعترف صحفي شبه مداوم على حضور المؤتمر، وكما يبدو من الانحياز المكشوف للنظام في تغطية كافة الصحفيين الموفدين للمؤتمر لقضايا الداخل الأردني وللربيع الأردني تحديدا، وبما يصل حد قلب الحقائق. والانحياز واضح بدءا بالأسئلة التي تطرح في المقابلات التي تجرى مع كبار المسؤولين وتبدأ بمقدمات ومسلمات غريبة عن الواقع، وهي أقرب (وأنطلق هنا من خبرتي في إدارة الحوارات التلفزيونية ومعرفتي بخفاياها) لكونها تمهيدا، بل وإعانة على إجابات بعينها.
لهذا، لم تكن غالبية القواعد الأردنية تتوقع خيرا من وفود المراقبة الدولية، والخيبة كانت للقلة من النخب التي عولت على المراقبة الدولية، ليس لوقف تزوير الانتخابات التي قاطعتها غالبية الشعب ابتداء، ولكن لوقف تزوير آخر جار لشهادات صلاح وإصلاح تقدم للنظام بما يعني إعانته على إجهاض ربيع الشعب. ولكن الفريق الأوروبي والخارجية الأمريكية عادتا لإصدار نسخ مكررة من ذات الشهادات ملحقة بزعم أن انتخاباتنا كانت نزيهة، ولا يشوبها سوى أن عدد المقاعد المخصصة للمدن الرئيسة قليل, بمعنى أنهم حريصون على أمر واحد هو زيادة التمثيل الفلسطيني، في حين أن الأردنيين من أصول فلسطينية زاهدون بالمشاركة في انتخابات يعرفون أنها مزورة .. وهو ما يضع النخب في حالة تساؤل عن مصداقية خطاب أوباما في حفل إعادة تنصيبه، من أن إدارته "لن تخذل الشعوب المتطلعة للديمقراطية " .
واعتبرت توجان أن إدارة أوباما خذلت، وبشدة، النخب المتواصلة مع الأحداث الدولية والمتابعة للسياسات الدولية بشأن مجمل كما تفاصيل قضايا العالم العربي.
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير