جفرا نيوز -
خاص
لم يسبق وأن كانت الآراء متوافقة على رئيس حكومة شعبيًا ونيابيًا، كجعفر حسان، الذي غير المفهوم النمطي عن صورة رئيس الوزراء؛ ولأن الرئيس قوي ، وعرف منذ اليوم الأول كيف يُدير الكرسي لا العكس؛ أصبح لدينا حكومة قوية نشيطة، ليست مذعورة ولا مرتبكة، كحال الحكومة السابقة، التي لم تعطِ بقدر ما أخذت ، ولم تعرف من الميدان إلا منصات إلقاء الخطابات الشعبوية التي لا تطعم خبزًا.
الرئيس حسان كان منضبطًا وواثقًا من كل قرار اتخذه؛ لأنه يدرك حجم المسؤولية والأمانة الملقاة على عاتقه، لم نسمع يومًا عن حسان تواجده في الجاهات، أو الزيارات الشخصية، ولم يؤخذ عنه التركيز على تحقيق الأهداف الشخصية، ولم يجامل أحدًا ، ولم يكن همه من الموقع تلميع نفسه، فمنذ متى كنا نسمع أن رئيس الوزراء يخرج في جولات ميدانية منذ الصباح الباكر، منذ متى وكان الوزراء يتذمرون فيما بينهم من كثرة الاجتماعات، والعمل لساعات طويلة، وما كان لافتًا خلال مناقشات الموازنة العامة، وما اعتبره البعض سابقة لا تتكرر، إجماع النواب على أن الرئيس حسان غلب من قبله في العمل، والقرارات التي تصب لمصلحة المواطن، وعلى الأقل خرج من مكتبه، ولم يكتفِ بالجلوس خلف المكتب.
وزراء حسان كانوا الأقل تصادمًا مع النواب، ويمتلكون الرد على كل استفسار، أو توضيح، وهذا نتاج توجيهات من رئيس وزراء يعرف كيف يجب أن تُدار الأمور، والوزراء ومنهم؛ وزير الدولة للشؤون الاقتصادية مهند شحادة، والصحة الدكتور إبراهيم البدور، والعمل خالد البكار، والشباب رائد العدوان، والزراعة صائب خريسات، والصناعة والتجارة يعرب القضاة، يتابعون وبنشاط لافت توجيهات الرئيس من الميدان، لا على الهاتف أو الرسائل النصية، وبنتائج مرضية، وكلهم لا تخلو جيوبهم من الورقة والقلم؛ لتدوين الملاحظات، وتنفيذها على الفور.
الحكومة عملت على ملفات موجعة ومفصلية بالنسبة للدولة؛ كملف الاستثمار الذي فتح على مصراعيه ، وبمجموعة من التسهيلات ، والقرارات الإيجابية، وإيعاز بحماية المستثمرين، إلى جانب قرارات اقتصادية مهمة انعكست على المواطن بشكل مباشر، وحتى التعامل مع المؤسسات والوزارات؛ من حيث تخليص المعاملات وغيره، أصبح أكثر سهولة، والمواطن بدأ يشعر بالتغيير، وبدأ يشعر أكثر بالقرب من الحكومة؛ لأنها قررت أن تكون منفتحة على المواطن، وشفافة في الكثير من الملفات، التي لطالما أحرجت الدولة أمام المواطنين بفترات سابقة ، لكن على العكس الرئيس حسان جعل الثقة الشعبية تعود، وكل ما تم في عهده من تعيينات الدرجات العليا وغيرها؛ كان ديدنها المكاشفة والحيادية.
ولأن قوة الحكومة تُلتقط من كيفية تعاملها مع الإعلام، فإن وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، تعامل مع الملف بطريقة الرد السريع، والمتابعة عبر جولات واجتماعات، مع ضبط حنفية التصريحات العشوائية، وكما يفعل الرئيس فإن وزرائه ومن بينهم المومني الذي ينقل صوت الحكومة إلى الشعب، لا يهدأون إلا بتنفيذ ومتابعة كل ملاحظة تردهم، ولا يمتنعون عن الإجابة على أي شاكلة أو تفسير، وهو ما يعني أن الحكومة منفتحة دون قيود، وليس لديها ما تخفيه، والأهم أن الحكومة لا تماطل ولا تتوارى خلف أخطاء حكومات سابقة.