جفرا نيوز - خاص
في دول العالم المتقدم ، يتم التعامل مع السيول والفيضانات على أنها كوارث طبيعية عادية، ومع أن البنية التحتية لهذه الدول مهيأة أضعاف الأردن ودول أخرى في الشرق الأوسط، ولديهم معدات متطورة جدًا؛ لمواجهة غرق الشوارع، وغيرها من المطبات الجوية، إلا أنه عند وقوع انجرافات وسيول ناجمة عن الأمطار الغزيرة، نجد أن آلاف الأشخاص يذهبون ضحية، وعلى وسائل الإعلام وغيرها، نشاهد كيف تصبح شوارعهم لا تصلح للسير حتى، لكن لا نسمع أنهم يستهجنون أو ينكرون كل ما تقوم به الدولة من تجهيزات وغيرها، ويقدرون أن بعض الحالات تكون خارجة، وأكبر من نطاق الاستعدادات .
في الأردن نجد إدارة الأرصاد تحذر قبل أيام من وقوع المنخفض، والجهات والمؤسسات تبدأ بتفعيل خطط الطوارئ، والتجهيزات تكون على قدم وساق، على عكس الدول الآسيوية على سبيل المثال التي سرعان ما تغرق بالأمطار، خاصة مع وجود أجهزة حديثة ومتطورة لرصد قوة المنخفضات، وهذا لا يعني أنه إذا فاضت الشوارع بمياه الأمطار، فإن الحكومة هدرت دم المواطنين، وأنه لا تجهيزات أو متابعة، وكأن الأمر فيه تقصير متعمد.
في الأردن تبدأ حملة الشتاء لتفقد جاهزية المركبات قبل نزول قطرة مياه واحدة، وتستمر لأيام، أمانة عمّان الكبرى، وزارة الأشغال العامة، تفعلان الطوارئ، والآليات للتعامل مع الحالة الجوية على أعلى المستويات، وبما يضمن السلامة العامة للمواطنين، وحتى لا نذهب بعيدًا في شرح التحديات، أمريكا الدولة القوية اقتصاديًا، ومن أهم الدول في العالم كقوة عظمى، تقع فيها منخفضات جوية، وزلازل، وأعاصير، وغيرها من الكوارث، ومع ذلك نجد أن الخسائر المادية والبشرية تفوق حجم التطور الكبير، والتجهيزات الكبيرة.
لا يعقل أن هناك دولة تحب أن تغرق شوارعها بالمياه، أو أن يتضرر مواطنيها، والحق أن هنالك تقصير في متابعة جاهزية البنية التحتية قبل قدوم الأمطار من بعض الجهات ، لكن هذا يقابله سرعة استجابة، وغرف عمليات تعمل على مدار الساعة، وتنسيق مباشر مع المعنيين، ووسائل الإعلام، وحتى عند وقوع ما لا يحمد عقباه، تخرج المؤسسات ببيانات توضح فيها حجم الأضرار، والخطوات المقبلة، والأسباب، والتحذيرات العاجلة، وهذا كله يعني أن التأهب موجود، والتقصير إن وجد لا يعني أن الأردن دولة في كوكب آخر، طبيعي أن نعيش الأزمات كما نعيش الإنجازات.