
تجار موسميون يغشون زيت الزيتون البلدي بخلطه زيوت أقل سعراً ويصعب كشفها
*"الأمن" تتعامل مع أي شكوى وتتابعها و"إتحاد المزارعين" يدعو المواطنين للشراء من المعاصر
*"الزراعة": حملات تفتيشية لضبط المتلاعبين وإتخاذ اجراءات لرادعة بحق المخالفين
محمود كريشان
يسعى بعض التجار الموسميين من ذوي الأنفس المريضة في كل موسم لقطاف الزيتون، الى إفساد زيت الزيتون البلدي، الذي تميز بجودته منذ عقود، لدرجة جعلته أحد أهم المنتجات الزراعية، التي نفخر بها محليا وعالميا، من حيث الجودة والنوعية اللتين أكسبتاه شهرة عالمية، وذلك عن طريق غش الزيت بخلطه بزيوت اخرى، مثل كسب الزيتون أوزيت الذرة أوزيت الفول السوداني أوزيت القطن أوزيت الصويا أوزيت عباد الشمس، إما منفردة أومخلوطة، نظرا لإرتفاع سعره مقارنة ببقية الزيوت، كونه الزيت الوحيد الذي ينتج طبيعياً، بدون أية معاملة كيميائية تدخل عليه، ولإحتوائه على طعم ونكهة مميزة وذات قيمة غذائية عالية.
ورغم التوعية المستمرة من الجهات المعنية، إلا ان هذه الممارسات الخاطئة، ما زالت موجودة وتحولت لظاهرة تحتاج للمعالجة، وهي تؤثر على جودة الزيت تأثيرا كبيرا، ولأن هذه الأنواع من الغش، لا يمكن تمييزها إلا بالفحص المخبري، فإن المواطن في كثير من الأحيان، يجد نفسه غير قادر على التمييز، ولا يجدي نفعا في غالب الأحيان اللجوء الى التقييم الحسي من قبل مدعي الخبرة، ولهذا تكون النتيجة وقوع المواطن، ضحية غش الغشاشين..!
هذا الغش الصارخ لمنتج الزيت، أصبح يشكل ظاهرة يمتد اثرها السلبي، ليقع على المواطن والمزارع، فيسرق الغشاش مال الأول، وجهد الثاني، ومن هنا لا بد من التصدي لهذه الظاهرة من قبل الجميع.
ولا شك ان طرق الغش متعددة كما يراها مفيد المقدادي، احد منتجي زيت الزيتون الذي اعرب عن أسفه لقيام بعض المصابين بالجشع وقلة الضمير بغش زيت الزيتون وذلك بخلط تنكة زيت زيتون بلدي بتنكة اخرى من زيت القلي ذي السعر المتدني ليصبح ناتج هذه الخلطة تنكتين تباعان بسعر زيت الزيتون البلدي، مشيرا الى انه وإمعانا بالخداع والغش يقوم البعض وبعد خلط زيت القلي بزيت الزيتون البلدي بعصر كمية من اوراق اغصان شجر الزيتون، وإضافة ما يتم عصره منها الى الكمية المغشوشة، حيث يغلب اللون الأصفر الغامق القريب الى اللون الاخضر اليانع، ليكتمل مشهد إخفاء عملية الغش وينطلي الأمر على المتذوق، الذي لا يشعر في معظم الأحوال بهذا الغش الصارخ.
في غضون ذلك.. اكد المهندس محمود العوران، مدير عام اتحاد المزارعين ان عمليات الغش تتم عن طريق فئة تمتهن التجارة الموسمية بمنتج زيت الزيتون، مستغلين الموسم وحاجة الناس وذلك بخلط زيت الزيتون البلدي بزيوت نباتية اخرى، منوهين الى ان هؤلاء الاشخاص يضعون في تنكة زيت الزيتون ما نسبته (20%) من زيوت الصويا، ويضيفون نكهات الأمر الذي يجعل عملية إكتشاف الغش صعبة على المستهلك، الذي يعتمد على التقييم الحسى للحكم على جودة زيت الزيتون نظرا لإختفاء كمية الزيت النباتي بالبلدي ليحمل الطعم نكهة البلدي، او بخلط زيت زيتون قديم "رديء النوعية" بزيت زيتون جديد، بعد إضافة نكهات واوراق زيتون وأصباغ وغيرها من المضافات الممنوعة، التي يؤثر بعضها سلبا على صحة المستهلك.
واضاف العوران ان هناك من يقوم بإدخال زيت زيتون مغشوش من دول مجاورة عن طريق التهريب بعد خلطه بزيوت نباتية اخرى اومادة الجفت، اوادخال زيت زيتون بجودة وسلامة غير مضمونة، مهيبا بالمواطنين شراء احتياجاتهم من زيت الزيتون مباشرة من المزارعين او من المعاصر وذلك لضمان نوعية وجودة المنتج بخاصة ان الشراء يتم من جهة تضمن جودة منتجها.
من جانبه كان مصدر مسؤول في الأمن العام قد أشار الى ان الأجهزة المختصة في الأمن العام، تتعامل مع اية شكوى ترد حول من يتاجرون بمنتج زيت الزيتون بحيث يتم فورا ضبط اية كمية وردت بها شكوى انها مغشوشة ويتم تحويل المضبوطات الى مؤسسة المواصفات والمقاييس لتجري الفحوصات المخبرية اللازمة لمعرفة ما اذا كانت الكميات مغشوشة ام لا، مؤكدا انه بناء على ما يرد للمديرية من المواصفات والمقاييس حول نتائج الفحص، فإنه يتم توقيف من يثبت انه يبيع زيت الزيتون المغشوش لتحويله الى القضاء.
ودعا المواطنين الى إبلاغ اي مركز أمني في حال وجود أية كمية مغشوشة يعرضها التجار والباعة الموسميين في أية منطقة من المملكة لإتخاذ الإجراءات اللازمة فورا.
الى ذلك عززت وزارة الزراعة وكافة الجهات الرقابية حملاتها التفتيشية ومراقبتها لضبط المتلاعبين بجودة وسلامة هذا المنتج الحيوي وإتخاذ إجراءات رادعة بحق المخالفين.