النسخة الكاملة

الأردن.. و"صبر أيوب" على شخصيات "أخذت ولم تعطِ"

Friday-2025-11-07 04:22 pm
جفرا نيوز -
 خاص

لا أحد يعرف ماذا يدور في عقليات شخصيات أردنية مارست أبشع أنواع الضعف والتردد والارتباك حين كانت في المنصب، لكنها حين غادرته انتقلت إلى الإساءة للدولة ومنظومتها، في حين أن كل مؤسسات الدولة اجتهدت لتنفيذ مهمة "ترقيع" خلفه حين كان في المنصب، محاولة سد فراغ شاسع خلّفه هذا المسؤول أو ذاك، مع أن مؤسسات الدولة حضرت حين غاب عن مهامه بحجج واهية.

أوساط أردنية تنظر منذ سنوات باشمئزاز بالغ للمسؤول الذي يغادر المنصب فيبدأ بتصويب النار ضد مؤسسات الدولة، معتبرا أو متخيلا أنها كانت خلف مغادرته المنصب الذي لا يمكن اعتباره ملكا لأحد، إذ أن المنصب هو مهمة تكليف لا تشريف، إذ تكاثرت الدعوات طيلة الساعات الماضية على لسان أردنيين شرفاء لتوقيع العقوبة على أي مسؤول يغادر موقعه ويبدأ مهمة "النطنطة" من إذاعة لمحطة تلفزيون للإساءة للدولة ومنظومتها.

مسؤول سابق تنقّل بين مناصب عدة وآخرها رئيس للوزراء، معتبرا أنه لم يعد بحاجة للنزول إلى الميدان كونه أصبح رئيسا للحكومة وقد تحقق حلمه، وهو ما يعني أن العديد ممن شغلوا هذا المنصب نظروا إليه كسعي ومجد شخصي ووجاهة اجتماعية، وهو ما يجب أن تتحرك الدولة بشأنه على نحو فوري.

لا ينطلي على أحد في الأردن أن الدولة ومنظومتها قد تدخلت مرارا لتنظيف وتصحيح كوارث تسبب بها أداء كارثي لمسؤولين مارسوا أقبح أشكال الضعف والخوف وهم في المنصب عجزا عن اتخاذ قرارات مهمة ومفيدة، قبل أن تراهم شربوا "حليب السباع" حينما يغادرون المنصب متحدثين عن شجاعات ونضالات وهمية هم الأبعد عنها، لأن سجلهم الوظيفي لا يمكن أن يكذب.

الأردنيون يستذكرون بحب وإجلال كيف أن قامات أردنية محترمة أمثال زيد الرفاعي وسميح البطيخي وعبد الكريم الكباريتي وهاني الملقي وحابس المجالي وعبدالهادي المجالي قد وُضعت تحت أقدامها "شيكات مليونية" للحديث عن أسرار الدولة ومذكراتها، لكنهم رفضوا بحب ووطنية، لأنهم عرفوا مسؤولية أن تكون مسؤولا.

تقول أوساط أردنية: ممارسة الرجولة المشكوك فيها على الدولة فيها انكشاف لشخصيات مريضة أخطأت الدولة حين ساندتها و"رقّعت" خلفها مرارا، هذه الشخصيات الجاحدة التي أخذت ولم تعطِ كان عليها أن تتعلم أمرين أن "المسؤولية أمانة".. وأنه "لو دامت لغيرك لما وصلت إليك".
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير