
قال الكاتب والمحلل السياسي حمادة الفراعنة إن الأردن لعب دورا محوريا ورافعة استراتيجية للحركة الوطنية الفلسطينية منذ عام 1948 وحتى اليوم.
وأكد خلال ندوة بعنوان "الأردن ودوره في دعم القضية الفلسطينية" نظمها المنتدى العالمي للوسطية، أن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين تحقق نتيجة إصرار الحركة الصهيونية على تحقيق مشروعها الاستيطاني، وتواطؤ الاستعمار البريطاني، وأيضا بسبب تعاطف المجتمع الدولي مع مأساة اليهود بعد الحرب العالمية الثانية، ولا سيما أن ضعف الحركة الوطنية الفلسطينية عززت ذلك.
وأضاف الفراعنة أن الاحتلال أدى إلى تهجير نصف الشعب الفلسطيني، وتقسيم أرضهم، لافتا إلى أن النضال الفلسطيني لم يتوقف، حيث ظهرت الحركات الفلسطينية التي اعتبرت فلسطين هويتها وهدفها، مثل حركة فتح وجبهة التحرير الفلسطينية.
وشدد على أن الأردن كان الحاضنة السياسية الأساسية لهذه الحركة، بدءا من عقد المؤتمر التأسيسي الأول للمجلس الوطني الفلسطيني في القدس عام 1964، وصولاً إلى معركة الكرامة عام 1968 التي مثلت نقطة تحول في مسار الفصائل الفلسطينية ونقل القضية إلى مساحة شعبية واسعة.
وأوضح الفراعنة أن الأردن استمر في دعمه للفلسطينيين رغم الصدامات التي نشأت بين المصالح الفلسطينية والعربية نتيجة الهجمات الإسرائيلية الانتقامية، مشيراً إلى أن عقد المجلس الوطني الفلسطيني في عمان عام 1984 أعاد الشرعية لمنظمة التحرير ونقل أبرز قياداتها للعمل من الأردن، مما ساهم في إعداد الأرضية لانتفاضة عام 1987 ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وتطرق إلى الدور الأردني في المفاوضات الدولية، مشيرا إلى مشاركة الأردن والوفد الفلسطيني المشترك في مؤتمر مدريد، ومساهمته في تحقيق اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومعاهدة وادي عربة الأردنية الإسرائيلية، مؤكدا أن الأردن شكل دائما غطاء سياسيا ودبلوماسيا لدعم صمود الفلسطينيين وبناء مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية.
كما سلط الضوء على المواقف الأردنية البارزة في مواجهة محاولات الإدارة الأميركية الجديدة فرض رؤيتها على حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وخاصة بعد إعلان الرئيس الأميركي ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، حيث تبنى الأردن الموقف الفلسطيني بالكامل، وعمل الملك عبد الله الثاني على قيادة سلسلة من التحركات الدبلوماسية العربية والإسلامية وفي الأمم المتحدة لرفض هذه السياسات.
وأشار الفراعنة إلى تحول الموقف العربي في قمة الظهران عام 2018، حيث احتلت فلسطين موقع الصدارة في البيان الختامي، مؤكداً أن الأردن ظل رأس الحربة في حماية الحقوق الفلسطينية ومواجهة محاولات شطبها عن جدول الأعمال الدولي.
وأكد أن دور الأردن لم يقتصر على السياسة والدبلوماسية، بل امتد إلى الدعم الإنساني والاجتماعي للفلسطينيين، عبر الخدمات الطبية الملكية الأردنية، والهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وخدمات المقدسات الإسلامية والمسيحية، إلى جانب منح الحج والعمرة والتعليم الجامعي، إضافة إلى دعم النقابات المهنية الفلسطينية في مختلف المجالات.
واختتم الفراعنة حديثه بالتأكيد أن الأردن منذ عملية 7 أكتوبر يواصل جهوده لدعم الشعب الفلسطيني في صموده على أرضه وتعزيز نضاله لتحرير وطنه من الاحتلال، مؤكداً أن الدور الأردني في هذا المجال يظل محورياً واستراتيجياً في مواجهة أي محاولات لطمس الحقوق الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين.