النسخة الكاملة

نريد الحماية لوزير خارجيتنا أيمن الصفدي

Friday-2025-09-12 05:00 pm
جفرا نيوز -
محرر الشؤون المحلية

لم نعتد على وزير الخارجية أيمن الصفدي أقل من خطابه الأخير أمام مجلس الأمن الدولي بشأن العدوان الإسرائيلي على دولة قطر، وليس غريبًا عليه أن يفتح جبهة حرب كلامية على إجرام الاحتلال الإسرائيلي وبشاعته، بمصطلحات قلما نسمعها في الخطابات والمحافل الدولية.

الصفدي استمر بجرأته المعهودة في التعبير عن ظلم وانحطاط إسرائيل التي لا تعرف سبيلًا للظهور إلا بالعربدة ولهجة الإرهاب، وكان صريحًا ووقع كلماته كالصفعة عندما قال، إن الظلم تجاوز المدى، "انهوه قبل فوات الأوان"، الكلمات التي أيقظت الحضور من سباتهم، وحركت وسائل الإعلام الأجنبية لتحليل ما قاله بكل إعجاب واستغراب، ولماذا استغراب؛ لأن أمثال الصفدي قلة قليلة في عالم الدبلوماسية ومواجهة الحروب دون أقنعة في سوق النخاسة السياسية.


الأردن خاض حربًا إعلامية ضخمة، تأثيرها أقوى من الأسلحة والدبابات، تمثلت بالدبلوماسية التي قادها الصفدي "كما يقول الكتاب" ، وبدعم وضوء أخضر من جلالة الملك عبدالله الثاني الذي لا يضع خاطرًا لأحد على حساب القضية الفلسطينية، والموقف الأردني الواضح جدًا تجاهها، وهذا ما يضع صمامًا فولاذيًا أمام من يريد التشدق والتهكم على الأردن، التي لا يمكن لأحد أن يزاود عليها، وهذا ليس وليد اللحظة، وإنما نهج وسردية أردنية ستبقى للأزل، ومن بيته من زجاج لا يحق له رمي الآخرين بالحجارة.

وأمام أكبر الدبلوماسيين ومن ينطقون باسم حكومة بنيامين نتنياهو المجرم الذي طغى للحد الذي لا يمكن وصفه، قصفهم وزير الخارجية الأردني "الصفدي"، الذي أصبح كالشوكة في حلوقهم، وخوفنا أصبح مشروعًا عليه، خاصة مع السجل والأرشيف الدموي لحكومة التطرف التي لا تريد للحق أن يظهر البتة ، ولا تريد أيضًا للرأي العام العالمي أن يُجمع على فكرة مفادها أن إسرائيل إلى زوال، والقدس هي عاصمة فلسطين الأبدية، مع العلم أن الأردن أكثر دولة عملت وبضمير على فكرة أن يصبح العالم مع فلسطين، ومؤمن بقضيتها العادلة.

ما نريده هو الحماية الكاملة لوزير خارجيتنا أيمن الصفدي، والأردن بسيادته ومؤسساته يقدر على ذلك، فنحن كما صرح الصفدي أمام حرب عقائدية وجودية، وحكومة مارقة ملطخة بالدماء، ومجبولة على التطرف والكراهية، والأهم أن جرأة الصفدي تجاوزت صمت مجلس الأمن الدولي؛ إذ طلب منه تفعيل أدواته، وتطبيق القوانين التي من شأنها ردع الاحتلال، والتخفيف من ازدواجية المعايير، في خطاب حرارته عالية وغير مسبوق.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير