النسخة الكاملة

“النشامى” ومقارعة الكبار.. رسالة واضحة المعالم من روسيا

السبت-2025-09-06 12:11 pm
جفرا نيوز -
قدم المنتخب الوطني لكرة القدم واحدة من أفضل مبارياته تحت قيادة المدرب جمال سلامي، بعدما خرج بالتعادل السلبي من موقعته أمام المنتخب الروسي في عقر داره بالتعادل 0-0، في أول لقاء ودي يخوضه المنتخب تحضيرا للمشاركة التاريخية بكأس العالم صيف العام المقبل.

المباراة شهدت حضورا مميزا من لاعبي المنتخب الوطني على مدار شوطي اللقاء، حيث قدموا أداء رجولياً أمام أحد أبرز المنتخبات الأوروبية، ليخرجوا بتعادل عادل، وفق ما أكده سلامي في المؤتمر الصحفي عقب المباراة التي جرت في موسكو.

وأكد سلامي أن مواجهة روسيا كانت فرصة مهمة لاختبار قدرات المنتخب أمام منافس قوي، مشيراً إلى أن الأداء كان جيدا بشكل عام، وأن اللاعبين أظهروا جاهزية واضحة رغم صعوبة اللقاء.

 وأضاف: "كانت لدينا فرص عديدة في الشوط الأول، لكننا لم نستغلها، وبعد التبديلات الروسية في الشوط الثاني واجهنا بعض الصعوبات، وهو أمر متوقع أمام منتخب بهذا المستوى”.

وتحدث سلامي عن أداء بعض اللاعبين وفي مقدمتهم يزن النعيمات، موضحا أن تراجع مردود بعض العناصر يعود لانضمامهم المتأخر وغياب الانسجام، لكنه شدد على أن المباراة المقبلة أمام جمهورية الدومينيكان ستشهد تغييرات في التشكيلة لإعطاء الفرصة للجميع وإيجاد المزيد من التجانس.

ولعل أبرز ما ميز الفريق في اللقاء هو الانضباط التكتيكي العالي الذي ظهر به منذ اللحظات الأولى، ما أجبر "الدب الروسي” على التراجع والدفاع والاعتماد على الهجمات المرتدة لتشكيل الخطورة على مرمى الحارس يزيد أبو ليلى، فيما غابت الفرص الخطيرة لأصحاب الأرض في الشوط الأول باستثناء محاولة وحيدة، مقابل عدد لا بأس به من الفرص الأردنية.

وفي الشوط الثاني لم تغب الفرص الخطيرة عن المنتخب الوطني، غير أن المدرب فضل منح الفرصة لعدد من الوجوه البديلة، نظرا لتراجع اللياقة البدنية لدى بعض اللاعبين وتعرض آخرين للإرهاق، في ظل عدم بدء عدد كبير منهم مشاركاتهم الرسمية مع أنديتهم، علما بأن المباراة تابعها 24.915 مشجعا.

وشكلت المباراة فرصة ثمينة للمهاجم يزن النعيمات لاستعادة حضوره بعد غيابه عن مباريات فريقه العربي القطري في الفترة الماضية، كما برز أدهم القرشي في مباراته الدولية الأولى كأساسي بصورة مميزة، بأدوار دفاعية وهجومية متوازنة رغم بعض الملاحظات.

وأبدى الشارع الرياضي تفاؤله بالمنتخب الوطني في أول ظهور بعد ضمان التأهل التاريخي لكأس العالم، إذ بدا "النشامى” وكأنه معتاد على مواجهة المنتخبات الأوروبية، ما يمنح الجماهير بارقة أمل كبيرة بأن المشاركة في المونديال لن تكون لمجرد التمثيل، بل لترك بصمة ومقارعة الكبار من أجل تحقيق إنجاز جديد للكرة الأردنية.

كما أثبت الحارس أبو ليلى أنه الأكفأ لحماية عرين "النشامى”، بفضل الثقة التي يكتسبها من مرحلة لأخرى بعد خوضه العديد من المباريات الدولية في السنوات الماضية، ليحافظ على نظافة شباكه طوال 90 دقيقة بفضل تصديات حاسمة ومتعددة.

وتجاوز نجم رين الفرنسي موسى التعمري ثاني هدافي المنتخب الوطني عبر التاريخ بدران الشقران بعدد المباريات، عقب وصوله إلى اللقاء رقم 84 دولياً، علماً أنه ارتدى شارة القيادة للمرة الأولى في مسيرته مع "النشامى”، بعد غياب القائد الأول إحسان حداد بداعي الإصابة.

كما واصل المدافع محمد أبو النادي إحصائيته المميزة في مسيرته القصيرة مع "النشامى”، إذ تجنب المنتخب الخسارة للمباراة السابعة التي يشارك بها أساسيا، فيما لفت لاعب الوسط نزار الرشدان الأنظار بمستواه المميز في منتصف الملعب، بفضل توازنه وصناعته للعب بطريقة جعلته الأبرز في اللقاء من جانب المنتخب الوطني.

وأكدت مباراة روسيا أن المنتخب الوطني يمتلك إمكانيات فنية كبيرة قادرة على تطوير الأداء من توقف دولي لآخر، وبات مطالبا بتحقيق نتيجة مميزة في مشاركته المقبلة بكأس العرب خلال كانون الأول (ديسمبر) المقبل، رغم غياب عدد من اللاعبين وقتها بسبب ارتباطاتهم مع أنديتهم، إلا أن المنتخب سيكون تحت الضغط باعتباره من أكثر المنتخبات العربية تطوراً في المرحلة الماضية.

كما ستدخل المباراة في حسابات التصنيف العالمي المقبل للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا”، ما يعني أن المنتخب سيتقدم مركزا على الأقل بعد تعادله خارج أرضه أمام منتخب يتفوق عليه بالتصنيف، إذ يحتل "النشامى” المركز 64 عالمياً، مقابل المركز 35 للمنتخب الروسي.

وعاد وفد المنتخب الوطني مساء أمس إلى أرض الوطن، ليواصل تدريباته اليوم تحضيرا للقاء الودي الثاني أمام منتخب جمهورية الدومينيكان مساء الثلاثاء المقبل على ستاد عمَّان الدولي، والذي سيشهد عودة لاعب الوسط نور الدين الروابدة بعد غيابه مؤخرا بسبب إصابته بالإنفلونزا.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير