النسخة الكاملة

واقع صعب وجماهير غائبة وحلول مفقودة في الوحدات

الأربعاء-2025-08-27 10:34 am
جفرا نيوز -
 7 نقاط فقط من أصل 15 ممكنة، كانت حصيلة فريق الوحدات في الجولات الخمس الأولى من عمر دوري المحترفين لكرة القدم، وسط تشاؤم غير مسبوق حول فرص الفريق في تحقيق نهضة ضرورية عند استئناف المنافسات بعد انتهاء فترة التوقف الدولية المقبلة.

حال الوحدات لا يرضي الغريم قبل الصديق، ومن يغار على سمعة كرة القدم الأردنية، يدرك أن الأوضاع الحالية لفريق مثل الوحدات، تعد مؤشرا لا يمكن تجنب النظر في أسبابه وتبعاته.

نتائج الوحدات كانت بعيدة كل البعد عن طموحات فريقه، حقق الفريق فوزين فقط في 5 مباريات بالدوري، أحدهما أمام الطرف الأقل حظوظا في البقاء بين الكبار الموسم المقبل وهو السرحان، فيما نجح في تحقيق انتصاره الثاني، على شباب الأردن، بعد طرد لاعبين اثنين من الفريق المنافس.

وقبل انطلاق منافسات الدوري، خسر الوحدات بمجموع نتيجتي الذهاب العودة أمام الحسين إربد في كأس السوبر، علما بأن الفريق كان قاب قوسين أو أدنى من إحراز لقب دوري المحترفين في الموسم الماضي، لولا تعادله الغريب أمام الرمثا في الجولة الأخيرة.

جمهور "الأخضر” بات متشائما إلى أبعد درجة، مع قرب انطلاق منافسات دوري أبطال آسيا 2، حيث وقع الوحدات في المجموعة الأولى إلى جانب فرق الوصل الإماراتي، استقلال طهران الإيراني، والمحرق البحريني. 

وهناك دفعه التشاؤم إلى توقع أن يكون ممثل الكرة الأردنية "حصالة” الفرق الأخرى في المجموعة، بالنظر إلى العروض الباهتة التي قدمها الفريق مؤخرا، إلى جانب خلو التشكيلة من أسماء لديها خبرة اللعب قاريا.



معطيات واضحة

منذ أن بدأت فترة قيد اللاعبين بعد انتهاء الموسم الماضي، ظهر واضحا أن الوحدات يعاني من أزمات مالية ستبعده من المنافسة على ضم الأسماء المحلية المعروفة، بيد أن قرار صانع ألعاب الفريق صالح راتب بالبقاء مع الفريق، بعث رسالة اطمئنان للجمهور، سرعان ما اتضح أنها مثل إبرة مخدرة زال مفعولها سريعا.

ومنذ الموسم الماضي، كان الفريق يفتقد إلى حد كبير لمجموعة من اللاعبين القادرين على سد الثغرات الفنية في الفريق، خصوصا في الخط الأمامي الذي لولا تألق مهند سمرين وتتويجه بلقب هداف الدوري، لوضع الفريق في أزمة نتائج عميقة.

 لكن إدارة الوحدات راهنت على عودة محمد عبد المطلب الملقب بـ”بوجبا”، خصوصا بعد تألق اللاعب اللافت في الموسم الماضي مع فريق السلط، إلى جانب استقطاب اللاعب الشاب أحمد الحراحشة، الذي قدم مستويات مميزة في الموسم الماضي مع مغير السرحان.

وما أن انطلق الموسم، حتى بانت عيوب الفريق؛ "بوجبا” ظهر شبحا لذلك اللاعب الذي هز شباك المنافسين مع السلط في الموسم المنصرم، فيما أخفق الموريتاني مامادو نياس في الاختبار، رغم أنه لاعب "مجرب” في الدوري، بعدما كان أبرز لاعبي الدوري في النصف الثاني من الموسم الفائت.

من جانبه، لم يقدم سمرين ما يشفع له البقاء في التشكيلة الأساسية في تحول غريب وغير مفهوم، وربما يكون العامل النفسي مؤثرا عليه، في ظل رغبته بالحصول على عروض احترافية مجزية نظير تألقه اللافت كرجل الموسم المطلق.

الانخفاض في المستوى امتد إلى راتب الذي بدا وكأنه يعاني إيجاد نفسه ضمن التشكيلة الحالية، فتم ابتعاده من تشكيلة الفريق الأخيرة أمام الفيصلي، فيما عجر الفلسطيني وجدي نبهان في تثبيت قدميه كظهير أيسر بعد مستويات مخيبة، وهو الأمر الذي عانى منه قلب الدفاع المصري مصطفى معوض، رغم روحه القتالية العالية على أرض الملعب.

ودفع قائد الفريق فراس شلباية ثمن الاعتماد المفرط عليه خلال المباريات، دون وجود بديل واضح له، كما عانى من الضغط النفسي جراء الحملة الشرسة التي يقودها جمهور الوحدات لإبعاد والده زياد من مجلس إدارة النادي، أو إدارة نشاط كرة القدم على أقل تقدير.

وفي المحصلة، بات الوحدات بعيدا عن مراكز الصدارة في الدوري، وجاءت قائمة المنتخب الوطني الأخيرة، لتثبت بوجه قاطع ضعف تشكيلته، بعد استدعاء لاعب واحد فقط من الفريق الأخضر إلى القائمة، وهو لاعب الوسط عامر جاموس.

حاولت الإدارة سد بعض الثغرات في الأسابيع القليلة الماضية، من خلال استقطاب مهاجم الفيصلي السابق بكر كلبونة، الذي شارك كبديل في المباراة الأخيرة امام الفيصلي، قبل أن يتم استبداله بسبب إصابة ربما تحتاج لجراحة.   

ومع انتهاء فترة قيد اللاعبين المحليين، بات واضحا أن على الوحدات الاستمرار بما لديه من لاعبين، حتى كانون الثاني (يناير) المقبل على الأقل، عندما تفتتح سوق انتقالات الشتاء أبوابها، لكن الأمر الأكثر إيلاما، أن سمرين بات في طريقة للاحتراف في الكويت، فيما ينتظر جاموس موافقة الوحدات على خوضه تجربة بالدوري العراقي. 



عزوف جماهيري

من جهة ثانية، يدفع اللاعبون ضريبة قيام الإدارة بتغيير الجهاز الفني، حيث يشرف على تدريب الفريق حاليا البوسني داركو نيستوروفيتش، الذي استلم المهمة مؤخرا خلفا للتونسي قيس اليعقوبي، دون أن تكون له كلمة في نوعية اللاعبين الذين تحتاجهم قائمته.

وهذا التخبط الفني والإداري، أدى إلى عزوف الجماهير عن الحضور إلى المدرجات، ورغم أن مباراة الفريق الأخيرة أمام الفيصلي كانت بيتية، ظهر المنافس وكأنه صاحب الأرض، بعدما أعلنت مجموعة كبيرة من جماهير الوحدات مقاطعتها للفريق، ما لم تقدم الإدارة على الاستقالة.

ومن المعروف لدى جمهور الكرة الأردنية، أن الوحدات يتنفس من رئتي جمهوره التواق للانتصارات، وغياب المشجعين عن المدرجات، يفقد الفريق ميزة مهمة لطالما تمتع بها عبر العقود الخمس الماضية.

أنصار الفريق ناقمون أيضا على تمسك بعض الأشخاص بمناصبهم رغم عدم تقديمهم الأثر الملموس في مختلف المسابقات، فيما يعد بعضهم أن استلام لجنة مؤقتة معينة من قبل وزير الشباب لإدارة الشؤون المختلفة، دائما ما يعيد الأندية على الطريق السليم ولو مؤقتا، بدليل ما يحصل من نهضة فنية مع الفيصلي مؤخرا.

صعود الحسين إربد واستقراره الإداري في السنوات الثلاث الأخيرة، أضعف مجلس إدارة الوحدات أيضا أمام الجماهير، في ظل عدم وجود حلول تجارية لإنعاش خزينة النادي، وهناك مطالبات بفتح باب العضوية للهيئة العامة أمام أناس من خارج المحيط التقليدي، بهدف تقديم أفكار جديدة وفتح أبواب الاستثمار الرياضي، بما يساهم في تخفيض مديونية النادي التي تعد الأضخم من بين فرق دوري المحترفين الأخرى. 

هناك مشكلة أخرى تؤرق جماهير الوحدات، هي ضعف نتاج الفريق من المواهب اليافعة، وعدم اعتماد الأجهزة الفنية المختلقة على اللاعبين صغار السن، رغم ترشيح المشجعين لمجموعة من اللاعبين الذي - حسب رأيهم - يمكنهم تقديم ما هو أفضل بكثير من الأسماء الموجودة حاليا.

وتثبت حالات تاريخية أن الوحدات دائما يستطيع الاعتماد على نتائج فرق فئاته العمرية، لكن الحال تبدل هذه الأيام، مع اعتراف الأجهزة الفنية للفرق الأول، بعدم وجود من يستحق الزج به فورا في الفريق الأول، وهي مسؤولية تتحملها الإدارة التي بدورها تعد مسؤولة عن تعيين مدربي فرق الشباب والناشئين.   

يحتاج الوحدات لوقفة جماهيره في المدرجات مهما كانت مبرراته، لكن إدارة النادي مطالبة باحترام المشجعين والاعتراف بالتقصير بدلا من الانشغال بمعارك داخلية وتوجيه أصابع اللوم للظروف، لأن الفريق مقدم على مشاركة قارية مهمة، وإذا استمرت نتائج على هذا النحو، فربما يجد الفريق نفسه في النصف الثاني من الترتيب بنهاية الدوري المحلي.  
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير