المتقاعد العسكري (نعنع البري) … يخرج بدلته العسكرية من جديد؟

الدكتور محمود عواد الدباس.

 مع أنه قد دخل في العقد التاسع من عمره، لكنه، ونتيجة استياءه من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تتضمن احتلال أجزاء من أراضي الأردن من أجل إنشاء دولة إسرائيل الكبرى، فتح  المتقاعد العسكري ( نعنع البري)  خزانة الملابس، أخرج بدلته العسكرية، ثم بات ينظر إليها. تذكر أنه كان أحد المشاركين في معركة الكرامة التي كسرت الجيش الإسرائيلي. حينما كان الهدف الإسرائيلي هو احتلال مرتفعات السلط من أجل كشف العاصمة عمان عسكريًا. كما تذكر كلمات الحسين وهو يصف جنود وضباط الجيش العربي الأردني: "في  يديهم  القليل من السلاح، لكن العميق من الإيمان بالله والوطن". في لحظات تذكر كل ذلك، كان يقول لنفسه: "لم نرجع فلسطين، لكننا منعنا احتلال الأردن".

في مساء ذلك اليوم، تلقى اتصالًا من إحدى القنوات التلفزيونية. قالوا له: "نريد أن نجرى معك مقابلة تلفزيونية مباشرة". تجهز، لبس ذات البدلة التي شارك بها في معركة الكرامة، وذهب إلى المقابلة التلفزيونية. في تلك المقابلة، تحدث عن أهمية الإيمان بالله وبالوطن، فهما أساسا الصمود وردع المعتدى. ثم فتح قميص البدلة العسكرية من أجل إظهار آثار بقية إصابة في تلك المعركة. ثم رفع يده وفتح كفه من أجل إظهار آثار جرح عميق آخر في كف يده اليمنى في تلك المعركة. كان مدير اللقاء في حالة ذهول مما يشاهد، لذلك قال له: "ليس هنالك أسئلة، تحدث أنت بما تشاء". قال نعنع البري: "شاركت في معركة الكرامة، وتقاعدت في العام 1991م. لم نحرر فلسطين، لكننا منعنا احتلال الأردن. كما أن عيوننا دومًا على المسجد الأقصى. هذه هي عقيدتنا العسكرية التي لن تتغير. ننقلها من الأجداد إلى الأبناء ثم إلى الأحفاد".

في طريق العودة إلى بيته، ظل المتقاعد العسكري (نعنع البري ) يردد: "في يديهم القليل من السلاح، لكن في قلوبهم عميق الإيمان بالله والوطن". عاش الأردن!