النسخة الكاملة

التاريخ يعيد نفسه على شكل مهزلة

. من أبواق الخمسينيات لتهريج التلفونات

الإثنين-2025-08-04 10:16 am
جفرا نيوز -
حمزة العكايلة

يعلم الذين اعتدوا بالباطل والبهتان على سفارات الأردن في الخارج، أن بلدنا بقي عثرة في حلق المشروع الصهيوني مثلما كان آخر قلاع العرب يوم توسع نفوذ قوى إقليمية في أكثر من عاصمة عربية، ويدركون هم ومن يحركهم أن حرف البوصلة ما هو إلا خدمة في خانة مشروع إسرائيل في المنطقة.

وفي زمن يطفح بالتقلبات السياسية والقروح العبثية، نجد أنفسنا كأردنيين وسط إخلاصنا لفلسطين وغزة، أمام هجمات منظمة لجهات ما تركت مسماراً إلا وحاولت دقه في أجسادنا، وهي تعلم أن الأردن لم يتاجر بقضية فلسطين طيلة 77 عاماً من النكبة، بل دفع الدم واجباً من شهداء وحارب جيشنا، وضمدت أيادينا جراح أهلنا، لكن الذين تاجروا بفلسطين ووجدوها دوماً بوابة المشاريع، يجهلون أن اختلاق الأزمات تجاه الأردن مجرد تلوث عالق في عقولهم.

وليس غريباً علينا امتداد قافلة التشويه التي طالت البلد منذ خمسينيات القرن الماضي، يوم كان التهريج السياسي لبعض الأيديولوجيات والقوى أسرع طريق لكسب الجمهور أو الضحك عليه، لتكون النتيجة خسارة مزيد من الأرض العربية، والتاريخ اليوم يعيد نفسه، من مأساة الكذب عبر هدير وموجات الإذاعات في الخمسينيات، إلى ملهاة ومهزلة التنظير عبر الهواتف الذكية والهاشتاغات.

ومثل ملايين الأردنيين أنظر لغزة وفلسطين من نافذة القلب، يعتصر قلبي على الأطفال، على قهر الجوع والخيبات في الوجوه، يغلي الضمير أمام إجرام المحتل، نبحث عن فرصة لتجتمع كلمتنا لنكون أكثر وعياً ونقاءً فيما نقدمه تجاه غزة لتتوقف حرب التوحش، لكن البعض كلما هدأت النفوس يحاول عبثاً أن يجرح صورة البلد، ونقول له سوف يجرح الأردن قلبك وسواك ومن يقف وراءك.

على أي حال سيبقى الأردن ملاذ الحق، ورغم دوامة الحروب والتوترات، يبقى أبناؤه جميعاً حماة القضية من التشويه والتدليس، ولن تخضع البلد لأهواء الشعارات الجوفاء، بل ترتكز على أفعال حقيقة، ومن لا يرى ذلك، فهو أدرى بمشربه.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير