جفرا نيوز -
رامي الله الجنيدي- عضو رابطة الكتّاب الأردنيين وعضو اتحاد كتاب اسيا وأمريكا اللاتينية.
لا شكَّ أن العشيرةَ تحملُ هَمًّا كبيرًا على الصعيدين الوطني والإنساني. والغريب أن هناك مَن يتجرأ على فكرةِ جلد الذات، كنوعٍ من أنواع الانتقام من العشيرة. وهؤلاء رغم أن حديثم المنمق فيه سُم حينما يقدمون أنفسهم على أنهم نماذج في التفكير خارج الصندوق. فحينما يفشل أحدهم في تحقيق حلمه و حلم عائلته المقربة المليء بالأطماع الغير بريئة، يلجأ إلى جلد العشيرة، وانتقامه منها يكون بجلد الذات، والانتقام من كل الذين صنعوا من أنفسهم نموذجًا يُحتذى به، حين كافحوا وجاهدوا من أجل إيجاد أرضيةٍ خصبةٍ لصناعة مستقبل المستقبل، ومن أجل إيقاظ الآخرين من الغرق ودفعهم نحو المستقبل.
وكثيرًا ما يتبادر إلى ذهنك: لماذا يتمسّك هذا النموذج دائمًا بالحديث عن الوهم، ويصنع منه حدثًا لم يحدث أو حدثًا هُلاميًّا؟ وعن غير سابق إنذار، يتجرّد من الأخلاق والمبادئ والقيم. هذا النموذج كمن يخرق السفينةَ لتغرق، ثم يقول: "عليَّ وعلى أعدائي".
وكأن العشيرةَ أصبحت عدوَّه الأول، متناسيًا أن النجاحَ يحتاج إلى مهاراتٍ في ضبط النفس، وخلق الفوضى الهدامة حينما يعزز هوية الهوية داخل العشيرة ويجزء المجزء.
وهنا أقول: لا تلتفتوا إلى مَن يجلد العشيرة، فهو لا شك يبحث عن هدم القيم العشائرية النبيلة التي تربينا عليها فهيَ صمام الأمان وداعم أخلاقي.