منذ اليوم الاول لحرب غزة وما تلاها من عدوان اسرائيلي غاشم على غزة كان وما يزال الموقف السياسي الاردني واضحا من حيث مطالبته بوقف العدوان على غزة ورفض التهجير لابنائها ، ولذلك اعلن جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في اكثر من مناسبة ولقاء ان اي حل بعيدا عن حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية على حدودو الرابع من حزيران سيكون مصيره الفشل ، واكد كذلك ان اي محاولة لتهجير الفلسطينين واعادة احتلال غزة سيؤدي الى انفجار الوضع كاملا في الضفة الغربية والمنطقة بشكل عام .
لقد كان الموقف الاردني هو الموقف الاكثر جرأة وفعالية بين مواقف جميع الدول ، وهو الاكثر عمليا على ارض الواقع وعلى جوانب مختلفة سياسيا وطبيا واغاثيا وانسانيا ، وهو بموقفه هذا لا يحتاج ولا ينتظر الشكر من احد لانه متيقن تماما ان ما يقوم به هو من منبع حبه ووفائه لعهد قطعه لحماية الاهل في فلسطين وغزة ، وهو اولوية تتقدم كافة القضايا ، لذلك فان اي محاولة للتشكيك بموقف الاردن لا تصدر الا عن جهات حاقدة لا تقدر حجم التضحيات الاردنية وتدعم اجندات الاحتلال الاسرائيلي وتحاول جر الاردن الى مشاريع لا تخدم القضية الفلسطينية . ومع كل الاحداث الجارية في غزة والحصار القائم عليها لم يبقى الاردن مكتوف الايدي في وقت وصلت به الاوضاع الانسانية الى ادنى مستوياتها من مجاعة وموت جماعي حيث قام الاردن وعن طريق القوات المسلحة – الجيش العربي وهيئة الاغاثة الهاشمية وبأمر مباشر من جلالة الملك عبدالله الثان بن الحسين -حفظه الله- بكس الحصار المفروض على غزة وتسيير القوافل البرية المحملة بمختلف مواد الاغاثة الغذائية والطبية وغيرها الى غزة ، بالاضافة لقيامه بعمليات انزال جوي مباشرة و كبيرة عن طريق سلاح الجو الملكي الاردني رغم كل ما يحيط بتلك العمليات من مخاطر وتحديات امنية كبيرة ، مما يؤكد موقف الاردن الثابت من فلسطين وغزة .
ان الحديث عن الموقف الاردني تجاه فلسطين وغزة يحتاج الى مساحات واسعة للكتابة عنه وكذلك يحتاج الى قلوب صادقة وصافية تؤمن بذلك الموقف الذي بسببه يم اغتيال ملك ورئيس وزراء ونجاة مل اخر من محاولة اغتيال وتعرض الاردن لمحاولة استيلاء على اراضيه .
لذلك يجب على جميع الاردنيين الالتفاف حول قيادتهم الهاشمية والتصدي معا لأي محاولة تسعى الى تشويه صورة الاردن وان يتيقنوا تماما ان الاردن بالرغم من صغر مساحته وقلة موارده هو الدولة العظمى بالمنطقة لما قدمه ويقدمه لفلسطين وغزة والتي لن تستطع دول كبرى مثل مصر والسعودية والجزائر والمغرب وغيرها من القيام به ، وكذلك ان يتيقنوا ان جلالة المللك عبدالله الثاني بن الحسين هو ملك الشرق الاوسط لموقفه الثابت والصارم من القضية الفلسطينية .