النسخة الكاملة

من يغرد خارج السرب الأردني مرفوض "

الإثنين-2025-07-21 12:02 pm
جفرا نيوز -
في ظل التحديات المتسارعة التي يمر بها الأردن والمنطقة من حوله، تتجلى الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى وحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية، بوصفها الحصن الأول والأخير في وجه كل محاولات التشكيك أو العبث أو الإرباك. لقد أثبت التاريخ القريب والبعيد أن الأوطان لا تُبنى إلا بتكاتف أبنائها، ولا تصمد إلا بثباتهم حول ثوابتهم الوطنية، وهويتهم الوطنيه وقيادتهم الشرعية.

إن كل من يحاول الخروج عن هذا السياق الوطني الجامع، سواء عبر الطعن بالمؤسسات أو تشويه الحقائق أو الاصطفاف مع أجندات مشبوهة، فإنه لا يضر إلا نفسه، لأن الأردنيين باتوا أكثر وعيًا، وأكثر تمسكًا بثوابتهم، ويدركون تمامًا الفرق بين النقد البناء الذي يهدف إلى الإصلاح، وبين التحريض المغلف بادعاءات الحرية والديمقراطية. لقد أصبح جليًا أن هناك من يحاول "التغريد خارج السرب"، لا بدافع حرية الرأي، بل بدافع إثارة الفتنة أو خلط الأوراق أو تنفيذ أجندات خارجية لا تمت للمصلحة الوطنية بصلة.

الاختلاف مشروع، والتنوع في الآراء دليل على حيوية المجتمع، لكن حين يتحول هذا الاختلاف إلى حالة من العبث أو محاولة ضرب السلم المجتمعي، فإنه يصبح خطرًا لا يمكن التغاضي عنه. الأردن دولة مؤسسات، تسير بثقة في طريقها نحو الإصلاح السياسي والاقتصادي، وفق رؤية شاملة يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني، وتحظى بإجماع وطني واسع. ومن أراد أن يشارك في المسيرة فمرحبًا به، ولكن ضمن الإطار الدستوري والاحترام المتبادل، لا من خلال الطعن والافتراء والتشكيك.

في هذه المرحلة الدقيقة، لا مكان للحياد الرمادي، ولا متسع للأصوات التي تشوش وتربك وتفتعل الأزمات. فكل من يغرد خارج السرب الأردني، ويغيب عن وعي اللحظة التاريخية التي نعيشها، هو مرفوض وملفوظ من الضمير الجمعي، ومن سياقنا الوطني الذي لا يحتمل أنصاف الولاءات ولا أنصاف المواقف. فالأردن أكبر من كل الأفراد، وأقوى من كل محاولات الهدم، وسيبقى شامخًا بفضل وعي أبنائه، وصلابة مؤسساته، وصدق نواياه.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير