النسخة الكاملة

لنحرر مهنة المعلم السامية من هيمنة فكرة نقابة الإخوان

الأربعاء-2025-07-16 08:32 am
جفرا نيوز - المحامي طارق أبو الراغب 

إلى الإخوة المعلمين، من علمونا الحرف، ومن جعلوا منا محامين وأطباء ومهندسين وعاملين، أنتم من غرستم فينا حب الوطن والعمل والانتماء، ولا يجوز لنا النصح لكم، ولكن استوجب الأمر أن نتحدث معكم من القلب بعد أن تقدم بنا العمر.

لقد آن الأوان أن نحرر مهنتنا من هيمنة نقابة الإخوان المسلمين التي حولت العمل النقابي من رسالة للدفاع عن حقوق المعلمين إلى وسيلة لخدمة أجندات لا علاقة لها بمصلحة المعلم أو الوطن، مستغلة المطالب العادلة للمعلمين ومحاولة تحويلها إلى أداة للمساومة والضغط السياسي.

إن هذه النقابة استغلت صوتكم ومعاناتكم، وحاولت أن تحول قضاياكم إلى تجارة ومكاسب آنية، دون أن يلتفت أصحاب هذه الأجندات إلى الأجيال التي تحتاج إلى معلم ثابت وقوي، وإلى وطن يستحق منا جميعًا الإخلاص في العمل والعطاء.

وان الحكومة قد استجابت للعديد من مطالبكم، وقدمت الكثير مما تستطيع في دعم هذه المطالب، وهي لا تزال جادة، وبتوجيهات عليا، بأن يكون المعلم محط اهتمام واحترام من قبل الجميع. فلم تكن فكرة زيادة المقاعد الجامعية لأبناء المعلمين، وفكرة توزيع الأراضي وغيرها من المبادرات، إلا البداية التي يستحقها المعلمون، والتي ندرك أننا لا زلنا عاجزين عن تقديم ما يليق بكم، ولكنها بداية بإذن الله لن تكون النهاية، وسيبقى المعلم أولوية في برامج الدولة ومبادراتها.

إن المسؤولية اليوم أمامكم كبيرة في إعادة مهنة التعليم إلى رسالتها الحقيقية، بعيدًا عن جماعات لم تراع مصلحتكم، ولم تراع مستقبل وطن بأكمله، بل حولت المعلم إلى وسيلة وسلّم لتحقيق مصالح ضيقة، بينما كان الواجب أن يبقى المعلم رمزًا لبناء الأجيال وصناعة المستقبل.

أنتم اليوم كمعلمين لا تحتاجون إلى نقابة، فوجود نقابة للمعلمين تقزيم لدوركم، أنتم الوطن، وتحتاجون للوطن، والوطن يحتاج إليكم، وأنتم أكبر من نقابة تقزّمكم أو تجعل منكم فئة، فأنتم كل الفئات، وأنتم حماة الفكر وبناة العقول وصناع المستقبل.

حفظكم الله وبارك في جهودكم، ووفقكم في أداء رسالتكم السامية 
التلميذ المحامي طارق ابو الراغب
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة جفرا نيوز 2024
تصميم و تطوير