جفرا نيوز -
كتب - الفنان منذر رياحنة
في لحظة صادمة، ومشهد لا يليق بوطن يؤمن بحرية التعبير، تعرض الزميل الصحفي فارس حباشنة لاعتداء جسدي غادر، ليس على شخصه فقط، بل على جوهر ما يُمثله: الكلمة الحرة.
فارس، المعروف بكتاباته الجريئة ونقده الصادق، لم يكن يومًا صاحب أجندات أو حسابات ضيقة، بل كان وما يزال صديق الشارع، وضمير المواطن، وصوت من لا صوت لهم. لم يتردد يومًا في طرح الأسئلة المؤلمة، ولا في تسليط الضوء على الملفات المسكوت عنها. ولهذا، كان الاستهداف.
لكن ما حدث لا يجب أن يُمرّ مرور الكرام. فحين يُضرب صحفي لأنه كتب، فالمقصود ليس فقط إسكات مقال أو تحذير كاتب، بل إرهاب مجتمع بأكمله. والمُراد هو تكميم الأفواه، وتخويف كل من تسوّل له نفسه أن يُمارس حقه في التعبير.
الاعتداء على فارس حباشنة هو ناقوس خطر.
هو اختبار حقيقي لمواقفنا:
هل نريد فعلاً حرية إعلام؟ أم نكتفي بترديد الشعارات؟
هل نحتمل الصحافة الناقدة؟ أم نفضل الصحافة المروّضة؟
هل الكلمة عندنا محمية بالقانون؟ أم مهددة بالعصا؟
لكنهم سيكتبون.
فارس سيكتب.
ونحن سنقرأ، ونتضامن، وندافع.
سلامات يا صديقي
النسخة الكاملة
